استعرضنا هنا الأسبوع الماضي أهم وأبرز الأحداث الثقافية والفنية والأدبية التي مرّت علينا في العام المنصرم (2011)، ولكن مع آخر أيام العام الماضي، وبالتحديد يوم السبت 31 ديسمبر نشرت الصفحة الثقافية بجريدة "المدينة" خبرًا أو تصريحًا اعتبره خير ختام لعام حافل بالأحداث الثقافية والفنية التي شهدها وطني الحبيب، وكما نشرنا هنا الأسبوع الماضي بعنوان: "2011 عام الثقافة والفن والأدب". الخبر أو التصريح جاء على لسان معالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، بشّر فيه بأن السينما والمسرح في المملكة ستأخذان الصفة الشرعية لهما قريبًا، وقال معاليه: "الوزارة تسعى لتبني الكثير من الأعمال المسرحية في داخل المملكة وخارجها، والأسابيع الثقافية في الخارج تمثل جزءا لإبراز الفيلم السينمائي السعودي والإنتاج السينمائي في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الأعمال المسرحية والفن التشكيلي وغيرهما من الفنون التي تحتويها هذه الأسابيع الثقافية التي تشارك فيها المملكة في الخارج، وأما في الداخل فإننا نسعى مع جهات حكومية أخرى إلى تثبيت أقدام المسرح السعودي، وقد نحتاج إلى وقت طويل لتأسيس بنى تحتية لمثل هذه الفنون الأدائية من مسرح وسينما وهذا من ضمن أهداف الوزارة إضافة إلى صقل الكوادر البشرية وتنمية الإبداع الذي يتطلبه هذا النوع من الفن وهذا من مهام وزارة الثقافة والإعلام الذي نسعى لتحقيقه بإذن الله". شكرًا لمعالي الدكتور عبدالله الجاسر على هذه البشرى التي اعتبرها شخصيًا من أبرز الأحداث التي شهدناها العام الماضي، واعتبرها أيضًا بداية تفاؤل كبيرة لعام جديد لا نزال في بدايته، فالشكر والتقدير لوزارة الثقافة والإعلام على كل جهودها الكبيرة التي تبذلها لخدمة الثقافة والفن والإبداع رغم كل الظروف. ولابد من أن نكرّر دائمًا التذكير بأهمية هذه الفنون الأدائية التي لو عرفنا كيف نستغلها بالشكل الصحيح فسوف نطرح ونعالج كثير من قضايا المجتمع في جو حضاري بعيدًا عن أفكار المصادرة والآراء التي لا تعبّر إلّا عن أفق ضيق في زمن لا مكان فيه لهذا الأفق ولا لأصحابه. * * * من التوصيات التي قدمها وطرحها المثقفون والمثقفات في مؤتمرهم الثاني الذي انعقد مؤخرًا بالرياض، كان موضوع إنشاء أكاديمية للفنون، وقد وجد هذا الموضوع أصداء كبيرة عند طرحه، وأجمعت معظم الآراء -إن لم يكن كلها- على أهمية هذا المشروع وضرورة إخراجه للنور، فإنشاء أكاديمية للفنون سيسهم في صقل المواهب وتقديرها والاهتمام بها، وللعلم فإن الأكاديمية سوف تكون شاملة لجميع أنواع الفنون الجميلة الهادفة. هذا المشروع الحضاري من المهم أن يخرج للنور، من المهم أن يسهم في تقديم دور إيجابي في نهضة الوطن والإسهام في الرقي به من خلال تقديم المشاريع التي تقدم فائدة وتعطي دورًا مهمًا لأهل الإبداع. أيضًا أعاد ملتقى المثقفين موضوع المراكز الثقافية، وقد وجدت في أكثر من توصية تقدّم بها مثقفون ومثقفون بأنها تطالب بأن تكون هذه المراكز حضنًا لكل الجهات الثقافية (أندية أدبية- جمعيات الفنون- المكتبات العامة-... ألخ)، بمعنى أن تكون جميع الأنشطة الثقافية الفنية والأدبية والإبداعية في كل مدينة تابعة لهذا المركز الثقافي، وهذا ما كنت -ولازلت- أطالب به إلى الآن. تخيّلوا.. مركز ثقافي في مبنى فخم هندسيًا ومعماريًا وفنيًا، وبجواره أكاديمية للفنون، وبجوارهما... هل أكمل أم أعيش في التخيّل!. بصراحة هذا ما أتمناه من كل مركز ثقافي في كل منطقة وفي كل مدينة.. المهم أن يتحوّل إلى حقيقة. والحقيقة الأجمل التي نعد لها الساعات والدقائق لتصبح واقعًا هو أن يتحقق عنوان هذه المقالة. إحساس ياللي جمالك جعلني باكي ومتألم مقدر أبوح بالهوى أو حتى أتكلم وداري لوعتي سهران أردد للصدى ألحان لما جمالك جعلني باكي ومتألم.