السُّحْبُ لم تعشقْ سما كَسَماكِ والوردُ لا يهوى رُبى كَرُباكِ مَا مَرَّ شخصٌ في رُبُوعِكِ عابرًا إلا وأَوْقَفَهُ عبيرُ شَذَاكِ وَبَدتْ تلوحُ على ملامحِ وجهِهِ آثارُ إعجابٍ بِحُسْنِ بَهَاكِ فَمِنَ الذهولِ غدا يُردد قائلًا: - سبحان ربي- جلَّ مَنْ سوَّاكِ يا طائفَ الحسنِ البديعِ, من الورى كم مِنْ عليلٍ قد شُفي ب(شَفَاكِ) وَ(هَدَاكِ) قد حيا بشدوِ بلابلٍ وخريرِ ماءٍ كُلَّ مَنْ وافاكِ أُمُّ المصائفِ أَنتِ يا فتَّانتي فكتابُ تاريخِ الوجودِ رَوَاكِ بل كلما صَفَحَاتُهُ قد فُتِّشت سطعت بأَسطُرِهِ لنا ذِكْرَاكِ مِنْ عصرِ أهلِ الجهلِ حتى عصرِنا و (عكاظُ) يعلو ذكرُهُ بِحِماكِ أما فَمَوقِعُكِ فليس كمثلهِ من موقعٍ في سائرِ الأفلاكِ فالجارُ بيتُ اللهِ في أُمِّ القرى بنسائمٍ دينيةٍ يلقاكِ وهناك ذاك البحرُ إن صَّبحتِهِ بالوردِ, بالأمواجِ قد مسَّاكِ وبعهدِ آلِ سعودِ صرتِ لوحةً فنيةً, تزهو جميعُ ذُراكِ فالفضلُ بعد اللهِ للملكِ الذي بالمكرُماتِ السامياتِ كساكِ قد كان أبرزَهَا وأسَعَهَا صدى أنْ (خالدَ) الإبداعِ قد أهداكِ فأتت مهنئةً لَكِ كُلُّ الدُّنى قالت: من الأعماقِ يا بُشْرَاكِ يا (طائفَ الإيناسِ) ما منْ زائرٍ يأتيكِ, إلا قال: ما أحلاكِ! وإذا حقائُبهُ طواها راحلًا ولَّى وأدمُعُهُ عليكِ بواكي أَ (مدينةَ الأزهارِ) كم منْ شاعرٍ عزفًا على أوتاره غَنَّاكِ لكنَّ أحرفَهُ تبَّينَ عجزُها في وصفِ حُسْنٍ ربُّنَا أعطَاكِ فَلِذاكَ يا حسناءُ لا تتعجبي ممنْ تعلَّق في الهوى بهواكِ ولِذَاكَ يا حسناءُ لا تستغربي إِنْ قُلتُ قلبي ما أَحبَّ سِوَاكِ