ثمة أمور تتجاوز في مفهومها حد المنطق والمعقول الذي ننشده في تعاملاتنا اليومية وحين يكون الأمر واقعا نتلمسه ولا نستطيع مجاراته ..وتكون الحاجة خرافة لا يمكن الوصول إليها.. فان المعاناة تشتد.. و أجزم ان الجميع قد تعايش معنى تلمس المرء حاجاته وهو يبحث لها عن علاج ناجح دون أن يجد أذناً صاغية.. وهاهي معاناة احد الزملاء.. فقبيل نحو سبعة أعوام سرقت سيارته من أمام منزله وعبثا حاول البحث عنها طوال تلكم السنين دون جدوى حتى حفيت قدماه واصيب «بالدوالي « وهو مرض تخرج فيه العروق من اللحم !! وبعد كل تلكم المعاناة المتصلة والبلاغ في كل الشرط والأقسام التي كانت دوماً إجابتها واحدة « مابعد حصلنا سيارتك « حتى أيقن أنه لاجدوى من البحث عنها رغم أنه لم يهنأ بها سوى شهر واحد تكبّد بعدها قيمة أقساطها بالكامل .. وفي لحظة تأمل عند حجز السيارات «بضاحية لبن « بالرياض سأل أحد العمالة الآسيوية هناك عن مواصفات سيارته وانه سيكرم العامل فيما لو عرف عنها فكانت الإجابة كالصاعقة .. انها موجودة بالرقم واللون والهيكل .. هكذا ببساطة استطاع عامل ان ينجز ماعجزت عنه ادارة المرور طوال سبعة أعوام عجاف عاشها الزميل بحثاً عن حقه المدفون في أروقة ودهاليز حجز المرور وعندما طالبهم بحقه .. ماطلوه وأفهموه انها قضية شائكة ولن ينال منها شيئا .. لكن الحقيقة الغائبة عن الأذهان ان هناك من يهمل حقوق الناس بحجة الضياع وقد كان الزميل ضحية ذاك الاهمال الذي لايوجد مايبرره سوى بيعها بالمزاد العلني كمفقودة او تالفة وياااااعا لم من سيكون المشتري !!.. الامر يحتاج في نظر الجميع لرادع لمثل تلكم القضايا التي اضحت أكثر عبئا في تصرفات البعض الارتجالية وهي تصرفات تنم عن ارتجالية في العمل دون تخطيط حين تجتر بقرارات خاطئة مفهوم خدمة المواطن..!! وهي الخدمة التي من أجلها تأسست .... ونعلم يقينا ان القيادات الأمنية لاتقبل بمثل تلكم المهازل لمواطن عاش سبعة اعوام لم يستطع ان يشتري سيارة لقلة ذات اليد بعد سرقة سيارته ولم يجد من ينصفه في مظلمته التي رمى بها في مزبلة التشليح .. الله يسترمانروح فيها .. بس الاكيد يمدحون هالايام حلاوة ابو نارالطحينية ....