· كنت قد كتبت لأكثر من مرة في هذه الزاوية لمعالي وزير العمل عن تعب الناس مع الزحام ومع النظام ومع الروتين في مكتب الاستقدام بمدينة جدة وعن حكاياتهم التي كانت تدفعهم للنهوض قبل شروق الشمس وكل ذلك بهدف الحصول على رقم متقدم يمكنهم من إنهاء إجراءات التأشيرة مبكرا ويخلصهم من عناء الانتظار .وقداعتقدت أن حال البيروقراطية العجيبة سوف يبقى على ما هو عليه للأبد إلا أن معالي وزير العمل استجاب للهمزة وأخذ على عاتقه مهمة التغيير وكانت البداية التي صنعت المعجزة وأنقذت الناس والمكان من الزحام والروتين ' لأن المسئول الذي جاء للمكان ، جاء وفي ذهنه خدمة المهمة والإنسان والتخلص من الروتين وكل تبعات الماضي وتسهيل أمور المواطنين الذين ملوا الانتظار وسئموا تفاصيل الطلب وتعبئته وتوقيعه الذي كان يقلقهم جدا ويقضي على نصف الوقت .وحين ذهبت الى هناك كانت الحقيقة الجميلة التي قدمت لي مدير عام مكتب الاستقدام الأستاذ عبدالله العليان وقيمة التغيير وقراراته التي بدأها بتفويض الصلاحيات وتبسيط الإجراءات ليتمكن المراجع من الحصول على طلبه في أسرع وقت ممكن وحين شاهدت الصالة خالية من الناس كانت الدهشة, خاصة وأن في ذهني لها صور للناس ذات زمن وهي مكتظة بالواقفين والجالسين ولكثرة الزحام كان يقف كل الذين لم يجدوا لهم مكانا في الداخل خارجها وعلى الممرات !! وببساطة كان الفرق بين الأمس واليوم وقيمة التغيير وذهنية المسئول وجمال الإحساس بالناس ومعاناتهم والحرص على تسهيل أمورهم صورة ناصعة ....،،، · وفي جولة داخل المكتب كان لي وقفة مع امرأة جاءت والحزن صوتها ويدها ووجهها وكلها ، نعم شاهدتها وهي تدفع بالعربة التي تحمل زوجها المعاق بقوة وحين أخرجت من حقيبتها جواز سفر وكومة أوراق تفيد بهروب السائق الذي خرج ولم يعد أحسست بقضيتها التي هي قضيتنا نحن كشعب والتي ما تزال تنتظر الحلول وكان اعتراضها على زمن الانتظار(3 اشهر) اعتراضا منطقيا ذلك لأنني كنت أرقبها وهي تقولها بغصة!!وصوت مبحوح كيف تعاقبني الأنظمة على ذنب لم اقترفه؟! وهو هروب السائق دون النظر لظروفي القاهرة والحقيقة أن النظام هنا لم يفرق بين من يبكي وبين من يضحك !! كما انه لم يتعامل مع الحالة بطريقة إنسانية لاسيما وظروفها تفرض عليها التعاطي مع المشكلة بالسرعة القصوى لأنها ببساطة امرأة وضعتها ظروف زوجها المعاق في الموقف الصعب لتكون حاجتها وأطفالها للسائق البديل ضرورة ملحة جدا كان من واجب إدارة الجوازات استثناء الحالة لكنهم لم يفعلوا !! وهنا كانت مهمة مدير عام الاستقدام مهمة غير عادية حين قرر منحها التأشيرة قبل ان تنتهي المدة المقررة وهو قرار مسئول وشجاع ولكم أن تتصوروا دعواتها وحجم سعادتها عند استلامها التأشيرة ذات الرقم 410163499 ومن هنا ومن هذه الهمزة فإني اقترح على إدارة الجوازات محاولة تعديل بعض الأنظمة ومنحها مرونة أكثر كي تستطيع استثناء بعض أصحاب الظروف لكيلا تكون مأساتهم مرتين مرة مع النظام وأخرى مع المأساة والمعاناة ..،،، · (خاتمة الهمزة) .... كم مرة شعرت بالألم وأنا أرى غيرنا يكبر من خلال الإنسان والاهتمام به هي خاتمة تتمنى أن تكبر فينا الوطنية ليكبر فينا الانتماء لوطن يحترم مواطنيه ويفرض على الآخرين احترامهم هذه خاتمتي ودمتم