يسألني طفلي الصغير هذا السؤال الحامض ويحاصرني بقوة، وتفشل كل محاولاتي في الهروب منه؛ لأجد نفسي في ذهول حين فاجأني ببراءة وطفولة وقال لي.. يا بابا لماذا لا تكون بلادنا مثل هذه البلاد الجميلة، هذه البلاد التي لم أشاهد فيها شرطيًا ولا حادث سير، ولا متسولًا، ولا زحامًا ولا.. ولا.. إلخ. وبقيت أنصت محاولًا أن ينتهي من كل ما لديه لتكون النهاية أيضًا في هيئة سؤال... أليست يا بابا بلادنا غنية؟؟ فلماذا لا تكون هي الأجمل !! وهنا حاولت أن أكون هادئًا معه حين قلت له يا بني القضية ليست في الغنى او الفقر بل القضية في أن تكون مخلصًا للأرض في كل شيء ومحبًا لها من رأسك للقدم وأنت بالطبع تحب أرضك ووطنك ومن حبك لوطنك ولدت أمانيك هذه الجميلة وهي في أن ترى أرضك أجمل من هذه الأرض وليتك تعلم يا بني أن حكومتنا الرشيدة قط ما بخلت على الوطن ولا على مواطنيها وهي تدفع مليارات الريالات من اجل الوطن الذي ابتلاه الله بأناس تسمعهم وهم يطلبون المليارات وتنتهي بأنهم صنعوا لا شيء سوى الوهم ومثل هؤلاء هم السبب الأول الذي ضيعنا وضيع آمالنا التي نراها حينا تتكسر وأحيانًا تموت كمدًا ليس إلا لأننا صنعنا كوارثنا بعواطفنا والعالم يصنع المعجزات بالعقل. يا بني إن مأساة أرضنا هي في إنسانها الذي يحيا معلقًا آماله على القدر ويفكر بذهنية أنانية ويحب نفسه أكثر من حبه لأرضه، إنسانها الذي تجده يخونها حين يكون مسؤولًا ويسرقها حين يكون تاجرًا أو مقاولًا ويجرحها حين يكون مواطنًا يعشق الأخطاء ويصر على مخالفة الأنظمة ويقهرها حين يتستر على المجرمين ويهزمها حين يرى غيره يمارس كل الأخطاء وهو يظن أنه المحسن الكبير في صمته ولأن للإنسان أهمية في بناء الوطن كانت اليابان الدولة التي هزمت الزلازل بالاستعداد لها وتخلصت ماليزيا من ماضيها بحكمة وعقلانية وها أنت ترى كيف قامت هذه المدينة وكيف تم بناؤها لتبدو مثالية جدا ومكتملة من كل النواحي لترى أهمية أن تكون إنسانًا محسنًا ومواطنًا مخلصًا وتعمل من أجل وطنك بحب ليظل يكبر وتكبر آمال مواطنيه فيه، وطنك الذي أنت أحببته وتمنيت أن تراه أجمل وطن وهو شعور جميل أشكرك عليه متمنيًا أن ترى في القريب العاجل وأحلامك والأرض قد نهضت وهي أمنيتك وأمنية كل الأجيال. خاتمة الهمزة.... للمسؤولين عن التخطيط في أمانات المملكة أقول لهم هل زرتم مدن العالم وهل استفدتم من خبراتهم التي مكنتهم من بناء تلك المدن المثالية إن لم يكن لكم ذلك فهي الضرورة الملحة التي نحتاجها لتنقلنا من مآسي العشوائية إلى عالم المدن الذكية.. هي أمنية لن تتحقق من خلال الضمائر الميتة أبدًا وهي خاتمة لحديث لم ينته بعد..... هذه خاتمتي ودمتم [email protected]