الانتماء الحقيقي لهذا الوطن المبارك وهذه الدولة الموفقة بإذن الباري سبحانه ولهذا الشعب الوفي من كل فئات المجتمع، نبحث عنه ونعمل من اجله وهو لا يعني فئة دون الاخرى ولا يفعله وينتهجه طائفة دون الاخرى، ولأن الحديث عن الانتماء متشعب وقد طرقنا اشكاله وصوره في ثلاثة محاور سابقة ولعلنا في هذه نتحدث عن الانتماء لدى فئة من فئات المجتمع انعم الله عليها وعملت بما فيه تسعة اعشار البركة وهم فئة التجار فالتاجر الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء ورد ذلك في الأثر عن المصطفى عليه الصلاة والسلام. التاجر الذي يسعى ان يكون من اولئك البررة يسعى بأن لا ينفق سلعته بالحلف الكاذب يسعى بأن يكون من المسلمين لأن من غشهم فليس منهم يسعى بأن لا يكسب الا حلالاً لا يكون محتكراً ولا قاسياً على زبائنه ليعلم ان المواطن والمقيم في حاجة لسلعته فيوفرها لهم سليمة ويوفرها لهم كاسباً ربحاً معقولاً دون مبالغة فيه ويوفرها لانه يعلم ان مساعدة المواطنين في عيشهم وقضاء حاجاتهم فيما يسهل عليهم العيش الكريم يسعى بأن يكون تاجراً صادقاً في قوله وفعله أميناً في تعامله سمحا اذا باع وسمحا اذا اشترى، ومع هذه الموجة العالمية من ارتفاع الاسعار التي تشهدها اسواق المملكة ليبحث عن ذلك التاجر الذي ليس همه الوحيد هو ان يبحث عن هامش الربح العالي او ذلك التاجر الذي يبذل جهده وطاقته بطلب سلع مقلدة ومغشوشة فأهلكت الامة وخاصة في ما يستعمله الناس في بيوتهم وأدواتهم الكهربائية وسياراتهم فكانت بضاعته سبباً في ازهاق الارواح وشارك في جلب الهم والغم والحزن للمسلمين ذلك التاجر الذي هذا عمله هل ادرك معنى الانتماء الحقيقي لهذا الوطن وعلم انه مشارك مشاركة مباشرة في راحة المواطن والمقيم وتوفير سبل العيش الكريم لهم هل عرف انه بمبالغته بالاسعار قد شق على الامة وقد دخل في قوله صلى الله عليه وسلم (من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم اللهم فاشقق عليه). ويأتي التاجر الأمين الصادق القانع المبتعد عن كل ما فيه مشقة في بيعه وشرائه في تعامله مع زبائنه في بضاعته التي يقدمها سليمة غير مغشوشة وهامش ربحه للبيع بالمعقول دون المبالغ فيه همه امانته وصدقه مع زبائنه همه ان يوفر السلعة للمواطن والمقيم السلعة التي تخدم كل من يتعامل معه دون ان يعلم انها مغشوشة او مقلدة يبحث عن الصنف الجيد يبحث عن المنتج المتقن لبيع كل ما يساهم في راحة المواطن هذا التاجر الذي تجد لديه الانتماء الحقيقي لهذا الوطن وشعر انه مع ربحه الذي حدده قد ساهم في كسب الثقة من الزبائن ساهم في مساعدة المواطن والمقيم في تهيئة سبل العيش الكريم لهم ابعد عنهم بإذن الله ثم بانتمائه وصدقه الضجر والضيق والهم والحزن لأنه رفق بهم فكان ممن قال فيهم المصطفى عليه الصلاة والسلام (من ولى من أمر الأمة شيئا فرفق بهم اللهم فارفق به) شعر بأنه ساهم في خدمة شعب هذه الدولة المباركة وهذا الوطن الغالي وشعر انه عضو فاعل وبارز في نموه وتقدمه ورقيه وعزته. فهد خصيوي العمري - المدينة المنورة