يعيد إعلان وزارة الداخلية أمس الأول عن قائمة مطلوبين أمنيين تضم 23 متهمًا في أحداث الشغب والفوضى في محافظة القطيف إلى الأذهان قائمة تنظيم القاعدة الصادرة عام 2003 والتي ضمت 19 مطلوبًا. باعتبار أن المستهدف في الحالتين هو الوطن والمواطن، وأن تلك الجرائم ارتكبت تنفيذًا لأجندات خارجية، وأن العناصر التي ارتضت لنفسها القبول بهذا الدور المخزي قلة لا تمثل إلا نفسها، لنجد في نهاية المطاف أن هذا النوع من الجرائم التي تملى على ضعاف النفوس مآلها الفشل، وأنها لا يمكن أن تحقق أيا من أهدافها الخبيثة في ظل ولاء الشعب السعودي لعقيدته ثم للمليك والوطن. كان على تلك الفئة الضالة أن تتعلم الدرس بأن أي محاولة للمساس بأمن الوطن ووحدته وترابه الوطني ومكتسباته وقيمه وثوابته الوطنية لابد وأن تصطدم بسياج فولاذي من إيمان هذا الشعب ووعيه وولائه ومشاعره الوطنية الصادقة، وهو ما أكدته ووثقته شواهد التاريخ حتى أصبح المجد والنصر والشموخ عنوانًا لهذا الوطن العزيز. وكان يكفي لهذه الشرذمة الضالة الجديدة أن تعي الحقيقة بعد حوالي ثماني سنوات من محاولات تنظيم القاعدة التغرير بقلة من الشباب ضعيف الإيمان والإرادة والنفس للقيام بأعمال إرهابية لم تستثنِ منها الأطفال والنساء، فباءت محاولاتها بالفشل ولقيت المصير الذي تستحقه. وكان يكفي لهذه الفئة الجديدة التي تأتمر بأوامر الخارج وتدين بالولاء له أن تدرك أن مسيرة البناء والنهوض والرخاء التي يحياها الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله- لم تتأثر بتلك المحاولات البتة، وإنما ازدادت زخمًا وإنجازًا وعطاءً، وازداد معها صرح الوطن علوًا وشموخًا، ومستوى المواطن رفاهية ورقيًا وازدهارًا. الإعلان عن قائمة المطلوبين الثلاثة والعشرين يثبت أن الدولة- رعاها الله- ماضية قدمًا في أداء مهمتها السامية في الحفاظ على أمن الوطن والمواطن، وأنها لن تتوانى في الضرب بيدٍ من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بهذا الأمن وعرقلة مسيرة التنمية المستدامة في بلادنا الناهضة.