أثلج صدري أخيراً استنكار الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء قيام المسؤولين المكلفين بتنفيذ مشاريع الدولة وإدارة المرافق العامة، بإطلاق العنان لألسنتهم بقطع وعود بإنجازها غير متيقنين من تحقيق ما قالوا به، معتبراً أن الوفاء بالوعد عهدّ يتعين الالتزام والعناية به، وعدم إعطائه إلا في حال القدرة على تنفيذه. فهناك من تصريحات المسؤولين من تعد بالشمس والقمر ولا تحقق حتى التراب؟! * * * لقد اعتاد السياسيون في الديموقراطيات الغربية على إطلاق الوعود حتى يقنعوا الناس بأنهم الأحق والأجدر للوصول إلى المنصب السياسي المرموق. لكن المسؤول عندنا لا يصل إلى كرسيه إلا عن طريق ثقة ولي الأمر في أنه الشخص المناسب للمنصب دون أن يحتاج إلي إطلاق التصريحات والوعود الكاذبة. لذا أوافق الشيخ المنيع بأنه «يجب أن يكون لدى المسؤول الذي يَعِدُ تصور كامل لقيمة الوعد وللوفاء به، وألا يصدر منه تحديد لتوقيت إلا في حدود القدرة على أدائه، حتى لا تكون هنالك مساءلة أو تجاوز في المسؤولية». * * * اقول هذا وفي ذهني تصريحات عظيمة لمسؤولين سابقين وحاليين أطلقوا فيها ألسنتهم بما يتجاوز أحيانا حتى مواقعهم وإمكانياتهم الفعلية. وهناك على الشبكة العنكبوتية أمثلة كثيرة بعضها في برامج فكاهية وأخرى تحت مسميات مختلفة .. نافذة صغيرة [إن «الوعود الهلامية» أمر خطر، أفقد المواطن ثقته بالكثير من القرارات الحكومية وجعل لديه شكوكاً حول إمكان تنفيذها.] د. طلال ضاحي - عضو مجلس الشورى