اعتبر رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الدكتور محمد الرصيص أن توصيات الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين قد صدرت بناءً على من حضر، معاتبًا في الوقت نفسه قلة حضور المثقفين للندوات والتفاعل مع معطيات الملتقى بشكل أكبر. وقال الرصيص ل «المدينة»: إن أي ملتقى سواء كان الحضور فيه قليلا أو كثيرًا سوف يقوم بإصدار توصياته، مطالبًا المثقفين في الملتقيات المقبلة بضرورة المشاركة الفاعلة، ومنوهًا بأهمية اختيار وقت وموضوعات أي ملتقى بدقة تتناسب مع المدعوين، ومشيرًا إلى ضرورة الحساب بلغة الأرقام لمعرفة عدد الحاضرين من عدد المدعوين لإصدار الحكم على حجم الحضور، ومؤكدا على أن قلة حضور الفعاليات الثقافية تُعتبر من الإشكاليات التي تعاني منها المؤسسات الثقافية مع المثقف ، رغم أنه قد نجد العذر للغائبين تماشيًا مع المثل القائل «الغائب عذره معاه»، ولذلك لا أستطيع أن أجد مبررًا لقلة الحضور أو كثافتهم لأن ذلك يعود للناس ومدى التزامهم ومدى اهتمامهم بما يُطرح من أوراق عمل. واستدرك قائلًا: إلا أنه يجب على من يأتي من أجل ملتقى ثقافيا الالتزام بحضور جلسات العمل التي تشكّل العنصر الرئيس للملتقىى. وألمح الدكتور الرصيص إلى أنه متى كان الحضور جيدًا فإن ذلك سيسعد المنظمين والمشاركين على السواء بطبيعة الحال لما سينعكس من تفاعل على المناسبة بشكل أكبر والخروج بتوصيات أفضل، مؤكدًا أن قلة الحضور من الإشكاليات التي نعاني منها منذ زمن طويل، إلا أن ما يهم المنظمين لأي ملتقى هو التوصيات التي سوف تصدر سواء كان الحضور قليلًا أو كثيرًا، فالتوصيات ستصدر بناءً على من حضر، ومتى كان الحضور كبيرًا كانت التوصيات أشمل وأعم، مشدّدًا على أهمية اختيار الوقت والموضوعات بدقة تتناسب مع المدعوين. وعن قلة حضور مديري فروع جمعيات الثقافة والفنون لفعاليات الملتقيات، قال رئيس مجلس إدارة الجمعية: يجب عدم خلط الأمور لأن عدد مديري الفروع 16 شخصًا من أصل 1200 شخص تمت دعوتهم في الملتقى الثاني للمثقفين وهناك من اعتذر من مديري الفروع لظروف خاصة ونحن هنا يجب أن نتحدث عن غياب المثقف بصفة عامة أين هو من هذا الملتقى للمثقفين ولماذا لم يحضر ليؤخذ برأيه، فالمفروض على المثقف أن يتابع الشأن الثقافي العام ليتفاعل معه ولا ينتظر دعوة رسمية، مشيرًا إلى أن الملاحظ في كثير من المناسبات هو وجود مدعوين ولكنهم «حاضرين غائبين» ولا نعلم لماذا!.. ومن هذا المنطلق فإن اللوم يقع على المثقف بالدرجة الأولى لأن المؤسسات الثقافية تقوم بواجبها تجاه المثقف بهدف إشراكه في الهم الثقافي الذي يحمله، فيتم توزيع الدعوات والمطبوعات وتجد البعض يغضب إذا لم تصله الدعوة وإذا حضر لم يشارك وهذه إشكالية في العلاقة بين المثقف والفعاليات الثقافية نأمل أن تتحسن. وعما إذا كان هذا الغياب يمثل استعلاء للمثقف أو أن المثقف يعيش في برج عاجي وينظر لهذه الفعاليات بشيء من عدم الرضا، قال الرصيص: لا أحب توجيه الاتهام لأحد بأي حال من الأحوال ولكن قد يكون هناك مثقف من هذه النوعية كما ذكرت وهذا قد يكون سببًا في عزوف أو قلة حضورهم للفعاليات إضافة إلى العديد من الأسباب التي قد تعوقهم ومنها على سبيل المثال الإحساس بالمسؤولية واللامبالاة وعدم التفرغ لحضور المناسبات والأعذار الشخصية والارتباطات العائلية وغيرها مما يؤثر في عدم الحضور، ولكني أرى بأن من يشد رحاله من مدينة إلى أخرى من أجل فعالية قد دُعي إليها فعليه التقيّد بحضور كافة فعالياتها فلقد سئمنا الاكتفاء بالحضور الشرفي لحفلات الافتتاح ثم البعد عن الحضور الفاعل والمشاركة الفاعلة التي دُعي المثقف من أجلها والتي تعتبر هي العنصر الأهم في الدعوة.