ارتفع عدد الوفيات بين طلاب حادث مدرسة أبو حليفا الواقعة في محافظة خليص بمنطقة مكةالمكرمة إلى ثلاثة أشخاص، فيما ما زال خمسة منهم يتلقون العلاج في المستشفيات بمكة. وكان الطلاب قد تعرضوا لحادث تصادم بين سيارتهم وسيارة معلم يوم الاثنين المنصرم. وأكد أولياء أمور الطلاب المتوفين والمصابين وذويهم أن حرمان أبنائهم من سيارة النقل المدرسي التي كانت تقلهم العام الماضي، هي السبب في تجمع أحد عشر طالبا داخل سيارة نقل صغيرة وحشر أربعة منهم على مقعد راكب واحد وسبعة في المقعد الخلفي. وقالوا إن وضع شروط تعسفية لنقل أبنائهم أدى إلى حرمان أبنائهم من النقل والنتيجة وفيات وإصابات، وطالبوا وزارة التربية والتعليم بمحاسبة كل من تسبب في تغييب النقل وحرمان أبنائهم منه. وقال أبو ناهر حمد المعبدي: نحن أولياء الأمور على يقين أن ذهاب أبنائنا وإيابهم من والى مدرسة سعيد ابن زيد الابتدائية بابو حليفا في محافظة خليص رحلة محفوفة بالمخاطر، ولم يعد مستغربا علينا رؤية أبنائنا وهم يتزاحمون داخل أحواض الونيتات أو محشورين داخل سيارات صغيرة لا تتوفر بها أدنى مقومات السلامة، ونأمل من المسؤولين محاسبة المقصرين وإيجاد وسيلة نقل آمنة لحفظ أرواح أبنائنا من الهلاك. وأضاف سعيد المعبدي أن المشهد المأسوي الذي تعرض له الطلاب ال (11) يوم الاثنين الماضي، معرض له غالبية طلاب قرى أبو حليفا الذين أوقف عنهم النقل المدرسي الامن هذا العام. وحمل حميد عبيد المعبدي الذي فقد اثنين من أبنائه في حادث طلاب أبو حليفا المسؤولية ادارة التربية والتعليم بجدة التي خلقت العراقيل وأوجدت الاشتراطات التعجيزية لتوفير النقل دون مراعاة منها لوضع القرى وما يوجد بها من صعوبات، وقال: تزايد الوفيات وتفاقم الاصابات بين أبنائنا. وأضاف: أن تعليم جدة أبلغه أن المكلف بالنقل شركة (أ. أ) وهي من يحدد متعهد لنقل طلاب كل حي، والشركة تشترط لقبول المتعهد تأمينه لسبع سيارات بالتمام، ولو عجز عن تأمين واحدة يلغى النقل ولعدم وجود متعهد قادر على تحقيق شرطهم وتأمين السيارات السبع حرموا أبناءنا من النقل، وأقحموهم على الركوب في سيارة صغيرة الأمر الذي أدى إلى تفاقم إصاباتهم وتعدد حالات الوفيات بينهم، بينما لو كانت السيارة التي يركبونها عند الحادث باصًا لما آلت الامور إلى ما آلت اليه، ونرجو من معالي الوزير محاسبة كل من تسبب في حرمان أبنائنا وتعرضهم للموت والهلاك. وأضاف أبو عزام وشاركه الرأي بخيت المعبدي أن وزارة التربية والتعليم أنفقت الملايين من أجل توفير الامن والسلامة من الحرائق في المدارس وحين تموت طالبة او طالبتين تتحرك بفاعلية وتحاسب المتسببين في ذلك واليوم مات عدد من أبنائنا الطلاب والآخرين إصاباتهم بليغة. وقال سعد هميلان وسعود هميلان ان أولياء الامور يظلون في قلق دائم منذ ذهاب ابنائهم إلى المدارس لحين عودتهم ولكن ليس لديهم ما يعملونه تجاههم فإما ترك الدراسة أو المجازفة بالحياة في سيارات الموت الصغيرة. وأضاف عليان المعبدي أن الاهالي عانوا كثيرا من أجل تأمين سيارات آمنة تقل أبناءهم ولكن لم يتحقق مطلبهم، لا سيما وان غالبية أولياء الامور يتوجهون إلى مقار أعمالهم في ساعات الصباح الاولى ولا يعودون إلا في المساء وآخرين عند اجازة الاسبوع، ما يضطرهم إلى دفع مبالغ شهرية من أجل ايصال أبنائهم إلى المدارس وإعادتهم منها. وذكر المشرف على حلقات التحفيظ يحيا الهندي أن الطلاب الاحد عشر الذين تعرضوا لحادث أبو حليفا هم من خيرة الطلاب في حلقة التحفيظ بمسجد الحي، والسائق الذي كان يقود السيارة التي يستقلونها هو معلمهم في التحفيظ وكان في طريقه بهم إلى المسجد لأداء الصلاة والبدء في الحلقة، مشيرا إلى أن المسجد وأهل الحي فقدوا تواجد تلك الحلقة التي ظلت عامرة طوال السنوات الماضية، مؤكدا أهمية تأمين سيارات النقل حفاظا على ارواح الابرياء. من جانبه قال مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة خليص أحمد مهنا الصحفي «الكل يشاطر أهالي الطلاب في مصابهم وظللنا متابعين لأحوالهم منذ الساعات الأولى للحادث، وشارك أحد المشرفين في تغسيل وتجهيز بعض المتوفين، ويوم الثلاثاء ذهب فريق لمتابعة احوال المصابين في المستشفى، وفي المساء توجه فريق آخر لزيارتهم، فيما توجه عدد من منسوبي المكتب لتعزية أولياء المتوفين ومواساة أولياء المصابين والمكتب يحرص على تقوية الصلات وتوثيقها وتنميتها فيما بينهم وبين أولياء أمور الطلاب.