لقي أمس طالبان مصرعهما وأصيب 9 من زملائهما في حادث تصادم بطريق الكامل أثناء «صرفة» الطلاب بعد التحام السيارة التي تقلهم بسيارة معلم كانت قادمة من الاتجاه الآخر. نتج عن الحادث مصرع طالب عمره 10 سنوات، ثم لحقه طالب آخر لم تسعفه الإسعافات، وإصابة بقية زملائهما والذين أصيبوا إصابات خطيرة سبع منها في العناية المركزة فيما أصيب السائقان بكسور وبعض الخدوش. تم نقل المصابين عن طريق ذويهم من موقع الحادث إلى مستشفى خليص أولياء الأمور، وباشر الحادث دفاع مدني خليص، ومرور مكة، وتجمع المئات من الأهالي أمام المستشفى للاطمئنان على أبنائهم. واشتكى أولياء أمور المصابين من عدم توفر الإمكانيات الطبية في المستشفى مؤكدين أنه لا يوجد لديه إسعافات منظمة ولا أشعة مقطعية ولا أخصائي مخ وأعصاب، مما تسبب في معاناة كبيرة للطلاب الماصبين، بعد أن لفظ الطالب الثاني أنفاسه الأخيرة لعدم توفر الإسعافات السريعة والمجدية له. حمد حميد، والد الطفل الأول (أسامة) يقول أحد عشر طفلا من أبنائنا تعرضوا لحادث شنيع منهم من مات ومنهم من ظل يصارع الموت في مستشفى خليص أمام الكادر الطبي بالمستشفى الذي ظل يتخبط بين المصابين دون أن يجد بين يديه ما ينقذ حياتهم أو يشخص إصاباتهم، ووصف ذلك بأنه «مأساة» لم أرَ من أسرة الإنعاش إلا اثنين والأجهزة تجلب من كل اتجاه ولكن لا تستخدم ربما لعدم مناسبتها أو تعطلها، مضيفا: نحن ذوي المرضى نستغيث فلا نجد من يغيثنا ويخفف آلام مصابنا. حمادي حميد(أخو بعض المصابين) يقول: من إخواني تعرضوا لإصابات بليغة ومستشفى خليص فاقم آلامهم وعمق جراح جراحنا، فالمستشفى لا يملك القدرة على إسعافهم وعلاجهم ولا يمتلك القدرة على سرعة تحويلهم وإيصالهم إلى المستشفيات القادرة على التعامل مع حالاتهم، وظلت محتجزة المصابين يعتصرهم الألم ويداهمهم الموت واكتفوا بسحب وشفط بعض الدماء ولف القماش على مواقع الإصابات دون معرفة حجمها ومدى خطورتها وعند مطالبتنا بعمل أشعة مقطعية أفادونا بان المستشفى لا يوجد فيها جهاز أشعة مقطعية أما طريقة إسعاف أبنائنا فكانت تتم بطريقة غير احترافية لعدم توفر الامكانات اللازمة للتعاطي مع مثل هذه الحالات فلا أطباء متخصصين في الحوادث ولا طبيب مخ وأعصاب ونحن -ذوي المصابين- نحمل المسؤولية لمدير الشؤون الصحية بمكة ووزير الصحة وكل من تسبب في حرمان أبناء محافظة خليص وما جاورها من حقهم المشروع في الإسعاف والعلاج. وقال مشعل المعبدي: إن مستشفى خليص اليوم أصبحت حجر عثرة في طريق إسعاف المصابين وإيصالهم إلى أماكن توفر إسعافهم وعلاجهم وتقتل الساعات الذهبية لإنقاذ المصابين فها هم أبناؤنا يتركون ينزفون دما ويعتصرون ألما والأطباء يلهثون ويتصبب العرق من جباههم فليس لديهم ما يمكنهم من الإسعاف أو إجراء اللازم. مصدر بمستشفى خليص أوضح أن المستشفى استقبل 13 حالة، 7 منها خطيرة وتحتاج إلى تنفس صناعي وجراحة مخ وأعصاب وأشعة مقطعية وتم تحويل خمس منها إلى مستشفيات مكة المتخصصة والتنسيق والعمل جارٍ لتحويل الحالتين الأخيرتين بعد أن وظفت المستشفى كامل امكاناتها كمستشفى طرفي سعته 50 سريرًا.