تحولت الثقافة في المنظور الغربي إلى (منتج) يُباع ويُشترى مثل غيره من السلع. وعندما يتحول كل شيء إلى سلعة، يصبح كل فرد قطعة شطرنج في لعبة السوق المهولة. وعندها تصبح الثقافة المحلية هي الخاسر الأكبر لأنها تتأثر بالنظام الاقتصادي الأكثر قوة الذي تسيطر عليه الشركات الدولية الكبيرة والتي عادة ما تكون ضد الثقافات المحلية من أجل مصالحها الخاصة، فتذوب الثقافة المحلية وقد لا نجدها إلا في الأماكن النائية والفقيرة فقط. البعض يقول بضرورة الحفاظ على ثقافتنا حتى لو عني ذلك إعلان الحرب على كل جديد ومستحدث، والآخر يطالب بمزج الشرق بالغرب لنحصل على شيء أفضل، بينما يرى آخرون بأن علينا أن نبذل أقصى جهودنا لتحديث أمتنا أولاً وبعد ذلك سوف نستعيد ثقافتنا التقليدية في دولة قوية أكثر حداثة. وأمام هذه الهجمة الثقافية تتساءل الكاتبة الصينية ون ون: هل عندما تُحقق هذه الدول آمالها في التحديث ستجد- بعد كل تلك السنوات- ثقافتها مازالت هناك تنتظرها؟ أم ستكون أثرًا بعد عين؟ * * * ما تقول به الكاتبة الصينية لا يختلف مع أزمة الاختيار التي تعيشها بعض المجتمعات في عالمنا العربي والإسلامي. الفرق هو أننا لم نبلغ ما بلغته الصين في عملية التحديث التي أصبحت هاجسًا يجعل خطواتنا غير منتظمة فأصبحنا كالغراب في محاولته تقليد الطاووس فلا أنه أجاد المشية ولا أنه احتفظ بمشيته الأصلية فأصبح سخرية جميع الحيوانات. نافذة صغيرة: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا). الإمام علي بن أبي طالب.