«البطل الشرقي».. أما آن الاوان كي تفسح لي مكاناً بجوارك لا خلفك، وتمنحني الحرية في مناقشتك من دون قناع خجل ارتديه لأرضي غرورك، دعني ارفض ما تقول مرة. وابرر واقنعك، تشعر انني جزء مكمل لك وليس زائداً عنك. أيها الشرقي، دعني اشارك، لا في مصاريف المنزل فقط، بل في حياتك وصمتك، اجعل نصيبي منك اكثر من ملامح الغضب المرتسمة على شفتيك وعلامات عدم الرضا المستمر. أين انت، فأنا لا ارى امامي سوى اشلاء، بقايا بطل احتل يوماً عرش الشرق لكنه اصبح زيفاً وظللت انا بعصريتي، بحداثتي، بثقافتي شرقية اعشق ابيات الشعر الرمادية، انام في عيون كل اسرار الحرية، اثق في نفسي كلما وثقت انت بنفسك، اشعر برجاحة عقلي عندما اجدك متزناً وذا قدرة على فهم الآخرين.. غير ان ما اراه منك لا يرضيني، فلماذا تكثر الحديث عن نفسك وقدراتك وعلاقاتك الزائفة مع الاخريات وقدرتك المزعومة على الايقاع بهن. أنا اصدق منك مع نفسي، فقد قررت ان اكون انا كما انا ولم اركض خلف صيحات الملابس والتجميل، تخفيفاً عنك على الرغم من انه قد يعجبك، لكنني لم ارد ان تضيع خلف اقنعة الجمال ملامح الأم وابتسامة الحبيبة، واحتفظت لك بحنان صوتي عند الحديث معك، وعلمت ضميري ألا ينام وهو معك، وتبنيت الصدق معك في كل شيء.. لكنك كنت كالدجاجة المذبوحة لا تعرف ماذا تريد، او لماذا تريده. أنا اعرفك جيداً فأنت كالطاووس الذي اراد الطيران يوماً، ولانه لا يستطيع فقد عقد صفقة مع الغراب. اعطاه ريشه الملون واخذ منه جناحيه الخفاقين، وبعدما طار ايقن الطاووس ان مكانه ليس هناك بل على الارض وسط اقرانه الذين لم يعد يشبههم. اما الغراب، فحاول ان يقلد سير الطاووس ففشل، فتصنع واصبح يحجل حتى ضحكت عليه الغربان. أيها الطاووس، ولن اقول لك ان ما تريد تحقيقه لن يكون، فلن تكون المنتصر في كل موقعة مع النساء، وثمة امرأة واحدة تتمنى ان تهزمها هي انا، هل ادعوك ان تعود الى ريشك «رشدك» أم اتركك كما تحب ان تكون بين ضباب الرغبة وقلة الحيلة.