اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحية الرأي أمس أن التهديدات الأخيرة المتبادلة بين إيران وإسرائيل تحمل مخاطر لا تقتصر عليهما، وإنما على المنطقة ككل. وأشارت الصحيفة بهذا الصدد إلى تقارير تحدثت عن أن إسرائيل قد توجه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، ثم الرد الإيراني بأن مفاعل ديمونة سيكون في مقدمة المواقع الإسرائيلية المستهدفة إذا ما نفذت إسرائيل تهديداتها، أن شن هجوم على مجمع ديمونة يمكن أن يؤدي إلى تسرب الإشعاع النووي مما يشكل مخاطر التلوث الذري على مدى طويل في موقع المفاعل (صحراء النقب) وحوله، وأن الخطورة تكمن في أن طهران تضم حاليًا محطة نووية في بوشهر هي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت أن حجم المخاطر الناجمة تعتمد على حجم وطبيعة النظائر المشعة المتسربة، والرياح الموسمية، وما يمكن أن يؤدي إليه هذا التسرب من تفشي لأمراض السرطان وتشوه الأجنة والعديد من الأمراض الأخرى، إلى جانب المحاذير الخاصة بعدم استعمال المواد الغذائية ومياه الشرب في المناطق الملوثة، وترحيل السكان منها، والتخلص من النفايات النووية، وما يتطلبه ذلك كله من أموال باهظة تصل إلى مليارات الدولارات. واعتبرت الصحيفة أن ضرب مفاعل بوشهر الذي بدأ تشغيله جزئيًا في سبتمبر الماضي، وسيتم تشغيله بكامل طاقته في وقت مبكر من العام المقبل يمكن أن ينجم عنه تسرب إشعاعي يفوق بكثير التسرب الإشعاعي لكارثتي مفاعل شيرنوبيل وفوكوشيما النوويتين، وأن الرياح الشمالية الغربية يمكن أن تحمل الإشعاع عبر منطقة الخليج المأهولة. واقترحت الافتتاحية أن تقوم إسرائيل بإغلاق مفاعل ديمونة (العجوز)؛ لأنه أنتج ما تحتاجه تل أبيب من القنابل النووية، ولأنه سيساعد على خفض التوترات النووية في المنطقة على حدِّ وصفها.