* قدم أحد المستعربين الإنجليز – كمتعاطف مع القضايا العربية – وهو المفكر الإنجليزي دينيس هييلي Healey، نصيحةً لنا «العرب» كأمة مفادها أن الغرب لم يستطع الانطلاق في مضمار الحضارة إلا بعد أن تخلص إلى مدى بعيد من النزاعات العرقية والصراعات الدينية، وكان من آخر الانقسامات الدينية ما تم تسويته في إيرلندا الشمالية بين الكاثوليك والبروتستانت فيما سمي باتفاق يوم الجمعة العظيم Good-Friday في عام 2007م، مع أن الحل النهائي لم يأت إلا بعد ما يقرب من عقد كامل من الزمن حيث كانت بدايات تلك التسوية التاريخية في عام 1998م، وقد أخلص توني بلير – رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، في هذه المهمة ولكن أخفق في تقديم حتى النزر اليسير للفلسطينيين في صراعهم مع الصهيونية الاستعمارية على مدى أكثر من ستين عاماً. * بعد الربيع العربي كما جاءت التسمية من الغرب – أيضاً – ظهرت بوادر انقسامات طائفية في الدول التي شهدت انتفاضات على الأنظمة الثورية البالية، ويجب أن نقر أن هذه الانقسامات موجودة في تركيبة كثير من الدول العربية وإذا كانت الأقليات الدينية التي كفل لها الدين الإسلامي حياة آمنة تعرضت هي الأخرى لموجات من العنف فإن هذه الموجات لم تسلم منها التيارات التي يفترض أن تكون متفقة في الثوابت ومختلفة في الفروع، إلا أن البعض قدم الفروع وجعل لها من الأهمية والأولوية الشيء الكثير وهو الأمر الذي فجر صراعات سبق للناشط اليهودي غير الصهيوني الراحل إسرائيل شاحاك Shahak أن حذر الدول العربية من أن الحركة الصهيونية تسعى لتحريك الخلافات الدينية بين جميع الطوائف والتيارات حتى تكون هي –إسرائيل- المستفيد الأول والأخير من هذه الانقسامات، وأتذكر أنه كتب في تقريره الموسوم (الخطة الصهيونية للبلاد العربية في الثمانينيات الميلادية، بأن هدف إسرائيل هو تقسيم بلد كالعراق إلى دول عدة، كردية وشيعية وسنية، وما حدث أخيراً في العراق يؤكد أن العرب لم يستفيدوا من تجاربهم الذاتية كما أنهم لم يستمعوا لنصح الآخرين.