بالرغم من توقف الساعة الإليكترونية معلنة انتهاء المدة المحددة لإنجاز العديد من المشاريع الجاري تنفيذها بمدينة جدة، إلا أن العمل مازال مستمرا بها، بل إن ما تبقى في بعضها يحتاج إلى شهور عديدة لإنجازه. وهناك مشاريع لم تتوقف ساعتها الإلكترونية بعد، إلا أن حجم العمل المتبقي فيها - وفقا لمهندسين بها - يحتاج إلى فترة زمنية أكبر بكثير من تلك المدونة على الساعة الإليكترونية. «المدينة» قامت بجولة ميدانية في مختلف أنحاء جدة رصدت من خلالها نماذج لمثل هذه المشاريع المتعثرة، والتي أرجعها مصدر مسؤول في أمانة المحافظة إلى معوقات عديدة متباينة مرتبطة بجهات أخرى تسببت في هذا التأخير، مضيفا أن هناك مشكلات تحتاج إلى تدخل مباشر من الأمين وذلك لصعوبة اتخاذ قرار فيها، وهكذا يظل العمل متوقفا حتى يحدث هذا التدخل، وإلا يبقى الحال على ما هو عليه. مهمتنا التنفيذ فقط ففي مشروع تقاطع طريق الأمير ماجد (السبعين) مع شارع فلسطين انطفأت اللوحه الإليكترونية حسب ما كان مقررا لها بانتهاء مهمتها في حساب الأيام والتي خالفت ما هو موجود على أرض الواقع، وذكر عاملون في الموقع أن المده المتبقية لا تقل عن 40 يوما. مدير المشروع اعتذر عن التحدث ل «المدينة» موضحا أن ذلك مسؤولية إدارة الجسور فهي الأدرى بالحقيقة كاملة، «أما نحن هنا فمهمتنا التنفيذ فقط». توقف تلقائي وطبيعي ! والحال نفسه تكرر في تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق الملك عبدالله حيث «توقف الزمن» دون أن يتوقف العمل. وعند سؤالنا عن السبب، أوضح عاملون بالموقع أن اللوحة الإليكترونية توقفت تلقائيا وبشكل طبيعي بانقضاء المدة الزمنية المحددة لإنجاز المشروع، إلا أن العمل المتبقي لا يزال يحتاج إلى المزيد من الزمن والجهد. هذا غير ممكن وفي تقاطع شارع صاري مع طريق المدينة تشير اللوحة الإليكترونية إلى أن المدة المتبقية لإنجاز المشروع 350 يوما حسب العقد الموقع مع الشركة، فيما يؤكد مهندسون وعاملون في الموقع أن الوضع ربما يحتاج إلى عدة شهور إضافية، مشيرين إلى أنهم بحاجة إلى حوالي 6 أشهر لتجفيف المياه الجوفيه داخل حفرة المشروع، فكيف يتم الانتهاء منه خلال المدة التي تشير إليها اللوحة الإلكترونية ؟ ، هذا غير ممكن. الاختلاف بين اللوحة وواقع العمل وعند تقاطع طريق الأمير ماجد (السبعين) مع شارع صاري تشير اللوحة الإليكترونية إلى أن المدة المتبقية 38 يوما، إلا أن أحد العاملين في الميدان اختصر الحقيقة ل «المدينة» بقوله «اللوحة شيء وواقع العمل شيء آخر»، وبرر ذلك بأن لكل عمل على أرض الواقع وضعا خاصا، فربما تواجه مشكلات أو تستجد صعوبات، غير أنه عاد مستدركا «الفارق بين اللوحة الإلكترونية ونهاية المشروع لن يكون كبيرا». معوقات غير محسوبة أما الساعة الإلكترونية لمشروع تقاطع طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية) مع طريق الأمير ماجد (السبعين)، فتشير إلى أن المدة الزمنية المتبقية حسب التمديد الأخير 252 يوما، بينما الواقع يشير إلى أن العمل يحتاج إلى مدة أكثر من ذلك - حسب تقدير أحد المهندسين هناك - مؤكدا أن العمل خاصة في مثل هذه المشاريع لا يمكن أن يحدد بمدة زمنية معينة، فلا بد أن تضع لنفسك مدة أطول ليتم الإنجاز من خلالها، بل وأحيانا تحتاج إلى الإضافة عليها. وعن العوامل والأسباب المؤدية إلى مثل هذا التأخير قال: من وجهة نظري الشخصية الارتباط بأكثر من مشروع أمر مربك للغاية، كما أن البنية التحتية لمدينة جدة وما قد يواجهه المقاول من معوقات أثناء العمل فيها لا يمكن التكهن به في كثير من الأحيان، وهذه المعوقات تختلف باختلاف المواقع، ولعل من أبرزها المياه الجوفية، وغياب التنسيق بين الجهات الخدمية، فضلا عن التعليمات التي تصدر من جهات عدة واختلاف وجهات النظر ورؤية كل جهة لكيفية وتوقيت العمل، كل هذه معوقات يمكن أن تتسبب في تأخر تنفيذ بعض المشاريع لمدة قد تطول وقد تقصر حسب نوعية المشكلة وسرعة تعامل الجهات المعنية معها. مصدر مسؤول ل"المدينة": نعوقات عديدة وراء التأخير أبرزها "الجوفية" وغياب التنسيق بين الجهات الخدمية وفي هذا السياق أوضح مصدر مسؤول بأمانة محافظة جدة أن اختلاف المواعيد وتوقف الساعات الإليكترونية كثيرا ما يكون ناتجا عن خطأ سيتم تداركه - في إشارة إلى الساعة الرقميه لمشروع تقاطع شارع صاري مع طريق المدينة، حيث تشير في الجهة الشرقية إلى بقاء 369 يوما، بينما تشير في الجهة الغربية إلى 350 يوما، فيما الموقع الإليكتروني حدد المدة المتبقية ب 120 يوما للانتهاء من المشروع - وأكد أن المعلومة الدقيقة هي الموجودة على الموقع الإلكتروني. وبين أن لكل مشروع ساعة إلكترونية تحدد بداية عقده ونهايته وما تبقى من وقت لإنجازه، إلا أن المشكلات التي تظهر على السطح لاحقا ويواجهها المقاول أثناء العمل تؤدي إلى التأخير فضلا عن اكتشاف توصيلات خدمية تحت الأرض لجهات حكومية أخرى. تسربات بترولية وأرجع توقف مشروع تقاطع طريق الأمير ماجد (السبعين) مع طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية) إلى ظهور تسربات لمواد بترولية أثناء الإنشاء والحفر، مما أدى إلى اشتعال النيران، واتضح أن مصدرها الخزانات الأرضية لمحطة وقود قريبة من الموقع، وتم تشكيل لجنة من جهات حكومية عدة قررت إغلاق المحطة، وقامت الأمانة فيما بعد بتعويض المقاول ومنحه مدة زمنية إضافية، لذلك كان من الواجب انتهاء الفترة الأولى والبدء في فترة زمنية جديدة. أنابيب التحلية والغاز وأضاف بأن خط أنابيب التحلية أدى إلى توقف العمل في مشروع تقاطع طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية) مع شارع أم القرى، ولم تنته المشكلة إلا بعد مفاوضات طويلة لإقناع المؤسسه العامه لتحلية المياه المالحة بتحمل تكاليف نقل الخط الذي تم اكتشافه في أرضية المشروع وقدرها 4.5 مليون ريال، أي ما يعادل 20 % من التكلفة الإجمالية المرصودة لتنفيذ المشروع والبالغة 22 مليون ريال، وكاد الخلاف بين الأمانة والمؤسسة حول من يتحمل تكلفه النقل أن يعطل المشروع بشكل نهائي، كما أن هناك جملة أسباب أخرى للتأخير منها وجود علبة صندوقيه خاصة بتصريف مياه السيول والأمطار وخطوط أنابيب غاز تابعة لشركة أرامكو. إفتتاح 4 مشاريع خلال شهرين وأوضح أنه سيتم خلال الشهرين المقبلين افتتاح أربعة من هذه المشاريع وهي تقاطع شارع صاري مع طريق المدينة، تقاطع طريق الأمير ماجد (السبعين) مع شارع باخشب، تقاطع طريق الملك عبدالله مع طريق الملك عبدالعزيز (دوار السفن)، وذلك للمسارات الخارجيه أما النفق فكان لابد من إدخال تعديلات على سعة المضخات الخاصة بسحب مياه الأمطار حيث كان التصميم السابق للمضخات الثلاث بقوة لتر / للثانية وبمعدل 146 كثافه مطرية أي ما يعادل 35 ملم / الساعة، ولذلك تطلب الأمر إجراء تعديل لرفع طاقة المضخات إلى 260 / الثانية، إضافة إلى تعديلات ميكانيكيه وكهربائيه في غرفة المضخات ليتم استيعاب القدرة التصميمية الجديدة. واختتم المصدر حديثه موضحا أن هناك مشكلات تحتاج إلى تدخل مباشر من الأمين وذلك لصعوبة اتخاذ قرار فيها، وهكذا يظل العمل متوقفا حتى يحدث هذا التدخل، وإلا يبقى الحال على ما هو عليه.