صوت عمياء، صماء، بكماء ارتقت فوق عاهاتها المثلثة لتصبح واحدة من الشخصيات الفذة المعروفة في العالم الحديث ومصدر الهام للمكفوفين وذوي البصر في كل مكان انها هيلين كيلر المولودة في 27 يونيو 1880م ولاية الاباما الامريكية وعاشت سعيدة بل واسعد نساء العالم ثماني وثمانين سنة وبرهنت ان الانسان الاصم والاعمى يمكن ان يكون له حياة مليئة مثل حياة اي انسان اخر يستطيع ان يسمع ويرى وقد دانت في اسباب سعادتها الى والدتها التي عقدت العزم على ان تتغلب ابنتها على عاهتيها اللتين اصيبت بهما اثر مرض خبيث وهي دون السنتين من العمر. وقد كانت تلك مأساة حقًا وبدا ان كل سعادة قد اختفت من حياتها، وقد طاف بها والدها على عدد من الاطباء الذين لم يستطيعوا ان يعيدوا لها نعمة والبصر والسمع. وعندما بلغت السنة السابعة من العمر تلقت تعليمها على يد معلمة متخصصة في تعليم المكفوفين وسرعان ما تعلمت القراءة والكتابة بواسطة قطع من الكرتون عليها احرف نافرة كانت تلمسها بيدها وتدريجيًا بدأت تؤلف الجمل والكلمات وعندما بلغت الثامنة من العمر التحقت في معهد المكفوفين في بوسطن وواصلت تعليمها حتى تخرجت في الجامعة 1904م وقد بلغت الرابعة والعشرين من العمر وقد ذاعت شهرتها من خلال الكتابة بالصحف والمجلات ولم تشأ ان تحيا حياة عادية بل عزمت على تكريس جهودها للعمل من اجل تعليم المكفوفين وعكفت على كتابة الرسائل والمقالات والكتب محاولة ان تجعل الذين ينعمون بالبصر يهتمون باولئك المحرومين منه. ويمدون لهم يد المساعدة وفي سنة 1936 منحت ومعلمتها سولفيان وسام روزفلت. لا يساورني الشك ان في مجتمعنا من المكفوفين من يملكون قدرات فائقة لو اتيحت لهم الفرصة وحظوا بمد يد العون لكان لهم شأن عظيم. سعود عايد الدبيسي - المدينة المنورة