ليس عيبا أن تكون معوقا ولكن العيب أن تستسلم لإعاقتك، فكم من معوق قدم ما لم يقدمه الصحيح. ولعل النماذج المشرقة في عالم الإعاقة كثيرة، ولكن دعونا نعيش في هذا اليوم مع أنموذج قدم للمجتمع العديد من الروايات والمؤلفات الأدبية، واستحق بذلك جائزة نوبل للآداب عام 1939م، وترجمت مؤلفاتها إلى أكثر من 50 لغة، إنها الكاتبة الأمريكية هيلين كلير، فكيف تغلبت هذه الكاتبة على إعاقتها، وقدمت كل هذا العطاء؟. لقد أصيبت هيلين كلير في طفولتها ولم تبلغ السابعة من عمرها في سمعها وبصرها فأصبحت تفتقد الحواس الأساسية للتعلم، فهي عمياء صماء بكماء.ورغم تلك الإعاقة المركبة وبمساعدة من أسرتها وذلك بإحضار معلمة لها، استطاعت هيلين إتمام تعليمها الأساسي، ومن ثم التحقت بالجامعة، ثم بعد تخرجها في الجامعة أخذت هيلين تؤلف الكتب والروايات الأدبية وتبعث الأمل في قلوب ونفوس المعوقين، وتؤكد لهم أن العزم والإصرار طريق للتغلب على الإعاقة.تقول هيلين للطفل المعوق (لا تحن رأسك أبدا، دعه مرفوعا عاليا، شاهد العالم بوجهك مباشرة). ولعلنا نقف مع هذه القصة بعض الوقفات التربوية، منها أن للأسرة الدور الفعال في انتشال الطفل من إعاقته وجعله عضوا صالحا معطيا في المجتمع، قد تكون الإعاقة طريقا للنجاح إذا وجد العزم والإصرار وعدم الاستسلام. محمد حمدي السناني المدينة المنورة