في دراسة نشرها صندوق الأممالمتحدة للطفولة «اليونسيف» جاء فيها ان العنف يطال المرأة في كل مكان في العالم ومن مختلف الثقافات والفئات الاجتماعية وكل مستويات التعليم والدخل والعرقيات والاعمار فمن الذي يمارس العنف ضد النساء؟ ولماذا؟ تقرير اليونسيف يقول إن النساء ضحايا عائلاتهن وهن يقتلن عمداً أو بسبب النقص في العناية الطبية أو يقتلن بكل بساطة لانهن نساء أما اعمال العنف الممارسة ضد النساء فتشمل الاجهاض الاختياري بحسب جنس الجنين، الضرب، التشويه وجرائم الشرف كما يحدث في بعض الدول، كل هذا العنف ادى الى انتشار ابشع انواع الامراض كالايدز بين 14 مليون امرأة في العالم. المجتمعات العربية والاسلامية - هي الاكثر حديثاً في الاعلام والمناهج التعليمية والاكثر تريددا لمقولات، حقوق المرأة، وحماية المرأة واحترامها وحفظ كرامتها وفق مبادئ الدين والاخلاق والقانون ولكن اغلب هذا الحديث احياناً يشبه مقولة «اسمع جعجعة فلا أرى طحينا» فالعنف الذي تعاني منه ملايين النساء العربيات يشهد بنقيض ما يقال حيث العنف ليس ضرباً فقط ولكنه منظومة ضخمة من سوء التقدير والاحترام ورعاية الحياة بكل حقوقها فالنساء اللاتي يعشن في الطرقات واللاتي لا يحصلن على العمل المناسب فيضطرن لبيع انفسهن مقابل لقمة العيش يقتلن في الحقيقة كما كانت تقتل المرأة في جاهلية العرب. هل تسهم المرأة في الموجة العاتية من العنف والتمييز الموجهة ضدها؟ وهل لموقع الرجل والمجتمع من السلم التعليمي والتطور التقني علاقة بدرجة ونوعية هذا العنف؟ وهل ترث بعض المجتمعات العنف ضد النساء من جملة الموروث الشعبي والانساني العام وتستمر في تطبيقه وبالتالي فالخلاص منه او القضاء عليه اقرب للمستحيل بمعنى هل العنف ضد المرأة قدر؟ مما لا شك فيه ان التعامل الانساني في داخل المجموعات البشرية (المدينة الدولة، القرية الجماعة) هو في النهاية ثقافة تأسست على معايير مختلفة وهذه الثقافة قابلة للتغيير والتوجيه والتأثير بفعل الاعلام والتعليم والتربية المجتمعية وعليه فإن برامج تلفزيونية جيدة وفقرات في المناهج الدراسية يمكن ان تعدل السلوك العام في التعامل مع المرأة وفي تعامل المرأة مع ذاتها. عبدالواحد الرابغي - جدة