مع سقوط آلاف القتلى والجرحى وانتشار الجنود بأعداد كبيرة وصرف مئات مليارات الدولارات خلال ثماني سنوات من الحرب اضافة الى عشرات المليارات الاضافية ستنفق في السنوات المقبلة، تبدو كلفة النزاع في العراق باهظة. منذ الاجتياح الامريكي للعراق في مارس 2003، سقط ما لا يقل عن 126 الف مدني عراقي قتلى لاسباب مباشرة مرتبطة بالنزاع بحسب نيتا كراوفورد البرفسور في جامعة بوسطن. يضاف الى ذلك 20 الف جندي وشرطي عراقي واكثر من 19 الفا من المتمردين. وبحسب المنظمة البريطانية «ايراك بادي كاونت.اورغ» فان الخسائر في صفوف المدنيين تتراوح بين 104 آلاف و35 شخصا و113 الفا و680 منذ 2003. وفي جانب التحالف خسرت الولاياتالمتحدة 4408 عناصر منهم 3480 من القوات القتالية. كما اصيب حوالى 32 الف جندي امريكي بجروح بحسب ارقام البنتاغون. اما بريطانيا فخسرت من جهتها 179 جنديا. ولجأ نحو 1,75 مليون عراقي الى البلدان المجاورة او نزحوا في داخل البلاد بحسب الاممالمتحدة. مع بدء عملية «حرية العراق» (ايراكي فريدوم) انتشر حوالى 150 الف جندي امريكي في العراق مدعومين ب 120 الف جندي امريكي آخر يساندون العملية من الخارج. كما شارك اكثر من اربعين الف جندي بريطاني في عملية الغزو. وانخفض عديد القوات في اطار عملية حرية العراق تباعا ليبلغ 165 الفا في اواخر 2006 قبل ان تقرر واشنطن ارسال تعزيزات من ثلاثين الف عنصر في مسعى لاحتواء انفجار اعمال العنف. وفي سبتمبر 2010 انتهت عملية حرية العراق وبقي خمسون الف جندي امريكي في المكان للمساعدة على تدريب الجيش العراقي. ومن المقرر ان يغادروا البلاد مع نهاية هذا الشهر. خصصت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) حوالى 770 مليار دولار للعمليات في العراق منذ 2003. هذه المبالغ التي اخذت من جهاز العمليات الخارجية، تضاف الى ميزانية البنتاغون وقد استخدم جزء غير محدد منها لتمويل الحرب في العراق. ويضاف ايضا الى ذلك كلفة المساعدة الامريكية للعراق والتكفل بالجرحى والمحاربين القدامى. وبالنسبة للمحاربين القدامى يصعب فصل التكاليف الخاصة بنتائج عملية حرية العراق عن تلك المتعلقة بالعمليات في افغانستان، لان حوالى 1,25 مليون من المحاربين القدامى نشروا تكرارا في ساحة المعركة في كلا البلدين. ومنذ نهاية 2010 انفقت الولاياتالمتحدة حوالى 32 مليار دولار على تكاليف العناية الطبية للجرحى ودفع معاشات للمصابين باعاقة يستفيد منها المحاربون القدامى مدى الحياة.