رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز لملتقى المرأة السعودية ما لها و ما عليها ، المنعقد في الرياض 15 – 16 من محرم الجاري امتداد لرعاية المرأة السعودية و بث ثقافة الحقوق و التوعية بها و القنوات النظامية التي تكفل الحصول عليها و التي بات تداولها شائعا و يوميا حتى اعتبر عهد أبي متعب – رعاه الله – عصر المرأة و فرصتها الذهبية لإثبات الذات و المشاركة الفاعلة في البناء و التنمية على أعلى المستويات و كافة الأصعدة ، و قد تطرق الملتقى في جدول أعماله لحقوق المرأة الاجتماعية في القطاع الحكومي و الخاص و الميراث و غير ذلك ، ما يجعلنا نتوقع أن ناتج التوعية الحقوقية المنتظرة يفترض أن تكون المرأة واعية بحقوقها قوية في مطالبها غير مستضعفة و غير مسلوبة الإرادة و لا القدرة ، و من هنا يجدر كثيرا أن تبادر الجهات المعنية في التعامل مع المرأة بمنح المرأة حقوقها استجابة لبواعث هذا التوجه الملكي السامي ، و أن تتعاطى مع حقوق المرأة الموظفة باعتبارها مواطنا كامل الأهلية و كامل الحقوق ، و أن تشرع في تفعيل ما يترتب على هذه الاعتبارات الحقيقية ، و من أهم هذه الحقوق أن تمكّن المواطنة من الحصول على قروض صندوق التنمية العقاري شأنها شأن المواطن الرجل دون أن تكون أرملة أو مطلقة ، وأن يكون من حقها الحصول على مسكن باسمها بغض النظر عن علاقتها بمواطن رجل حصل على حق الحصول على مسكن حكومي ، و أن تلزم بسداد الأقساط المترتبة على هذه الحقوق بالاقتطاع من راتبها ، و أن ينظر جديا في المفارقة العجيبة التي تحرم المرأة من تملك مسكن أو الحصول على قرض عقاري و في ذات الوقت يقتطع من راتبها خصم التقاعد الذي يبلغ أكثر من ألف وخمسمائة ريال شهريا طيلة عملها الذي يمتد ما لا يقل عن ثلاثين سنة ، و يحرم منه ورثتها في حال توفيت ، مع أنه كان بالإمكان لو صرف لصاحبته لتملكت به مسكنا أو استثمرته لتأمين نفسها وورثتها ، و خصم التقاعد حق شرعي خصم من راتب المواطنة المستحق و لا يجوز لأي جهة استحلاله و حجبه عن ورثتها الشرعيين . كما أن من حق المواطنة الموظفة أن تستقدم عمالة منزلية باسمها دون اشتراط الطلاق أو الترمل طالما تعمل في جهة معتبرة و لديها دخل شهري يكفل التزامها بدفع الأجور . كما تنتظر آلاف المواطنات الموظفات إقرار العمل بنظام شراء سنوات التقاعد لضمان حد أعلى لراتبها التقاعدي ، و هذا القرار لو صدر لن ينقذ الموظفات كالمعلمات كبيرات السن اللاتي يتمسكن بالوظيفة على تراجع مقوماتهن و تواضع قدراتهن و صعوبة تحديثهن لأدواتهن و تعاملهن مع عجزهن الذريع عن القيام بمتطلبات المناهج الحديثة ، لكن غلاء المعيشة و عدم امتلاك مسكن يترتب عليه التشبث براتب الحكومة لحين التقاعد بقوة النظام ، و حين يقر ستتقاعد الكثيرات و ستحصل بالضرورة مواطنات أخريات على حقهن في التوظيف بعد انتظار كئيب استهلك معنوياتهن و جنت إحباطاته على حماسهن للعمل بل و أنساهن ما درسنه . نبارك عقد الملتقى و الرعاية الكريمة من لدن صاحبة السمو الملكي الاميرة صيتة بنت عبد الله و نشكر أصحاب الفضيلة و السعادة المشاركين في بث هذه الثقافة و نشر هذا الوعي و نتمنى أن تمتد توصيات الملتقى إلى حيث القرار و التفعيل و أرض الواقع .