لا أجد تبريراً يريح النفس من تجاهل وزارة العمل في تعديل أنظمة التقاعد والمعاشات. رغم كثرة ما كتب وقيل وطرح حول تصحيح مسار تلك الأنظمة . (بالنسبة للمرأة الموظفة) فكثيراً ما كنت أكتب وألح في كتاباتي عن ضرورة تحديث وتجديد وتعديل نظام التقاعد والمعاشات. فالمرأة الموظفة مازالت حتى الآن لم تنصف في راتبها التقاعدي بعد وفاة زوجها أو والدها ان كانت غير متزوجة، وذلك تجسيداً لمبدأ المساواة بينها وبين الرجل في الحقوق والمعاشات. فسبحان الله المرأة تعمل.. وتعمل.. وتأتي الوفاة لزوجها أو والدها .. فتحرم.. من المعاش التقاعدي لأنها موظفة (وماشي الحال) الى هنا ولكن ايضاً نجد الحقوق مرة أخرى قد ضاعت (داخل) أروقة (أنظمة) التقاعد والمعاشات.. من خلال (هضم حقوق) ورثة المرأة الموظفة من راتبها التقاعدي. حقيقة احترت في هذه (المسألة) .. وكنت أحسب نفسي (غلطانة) وتقوم المؤسسة العامة للتقاعد والمعاشات بتبرير ذلك.. دائماً.. ولكنني لم أقتنع لأنني موظفة مثل باقي (الموظفات) ولأن الورثة من بعدي سيلوكون الهواء. اذن لماذا تسحب من رواتب الموظفات (الأقساط) الشهرية (بدل تقاعد) طالما أن ورثتها لن ينالوا قرشاً واحداً بعدها..؟؟ غرائب وعجائب..؟؟. ولننظر الى دول عربية فقيرة لا تقارن ميزانياتها بميزانيتنا (الضخمة) إلا انهم يعطون المرأة حقها بالكامل.. وورثتها من بعدها.. دونما نقص سواء من الزوج المتوفي (الموظف وزوجته الموظفة) الورثة.. يتسلمون من الاتجاهين. صدقوني لو أنصفت المرأة في هذا الجانب يا وزارة العمل.. لما احتاج الورثة من بعدها الى (ادراج اسمائهم في كشوف المحتاجين) من الضمان الاجتماعي. ان هضم الحقوق (الخاصة والعامة) للموظفين والموظفات مؤشر خطير.. ستظهر سلبياته بعد حين إن لم تكن أصلاً ظاهرة .. للعيان حالياً. ومن حق كل مواطنة موظفة ان تؤمن حياتها وحياة أسرتها بعد وفاتها.. والا فأعطوها راتبها كاملاً دون انتقاص (لحق التقاعد) ودعوها تعيش وتستمتع براتبها ومن خصم هذا التقاعد حتى لا يكون لها (وجه) بعد ذلك في حق تطالب به فالى متى هذا الحال وهل هناك تحرك في هذه الاتجاه لتصحيح مسار (أنظمة التقاعد التي لا تتناسب مع هذه الأيام.. ومع الغلاء .. ومع هذا الجيل)؟. لننتظر .. ولا نريد أن نقول ربما.. فنحن بحاجة الى من يقف وينصف ويعدل .. (صح) وعلمي وسلامتكم .