قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة ردا على انتقادات الرئيس السوري بشار الاسد لحصيلة قتلى القمع في بلاده التي نشرتها الاممالمتحدة، ان الحصيلة "ذات مصداقية"، بينما قالت رئيسة مفوضية حقوق الانسان انه كان يمكن انقاذ ارواح لو كان مجلس الامن قد تحرك في وقت سابق لوقف القمع الذي يجري في سوريا. ورد بان ورئيسة المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي بقوة على رفض الاسد لحصيلة الاممالمتحدة هذا الاسبوع. واصر المسؤولان على ان حصيلة اكثر من اربعة الاف قتيل نتيجة الهجوم على المتظاهرين "تحظى بمصداقية بالغة" وان على الاسد السماح لمفتشي الاممالمتحدة بالدخول الى بلاده. وقال بان للصحافيين خلال زيارة لمخيم داداب للاجئين في كينيا انه لا يمكنه تصديق ان اقل من اربعة الاف شخص قتلوا، كما يقول الاسد. واضاف بان "كافة المعلومات ذات المصداقية تشير الى ان اكثر من اربعة الاف شخص قتلوا على ايدي القوات الحكومية. وقد اوضحت المفوضة العليا لحقوق الانسان بالفعل ذلك عبر كافة المصادر المختلفة وهي المصادر التي تحظى تماما بالمصداقية". ففي مقابلة مع قناة تلفزيونية اميركية هذا الاسبوع رفض الاسد محصلة الاممالمتحدة للقتلى واكتفى بالقول ان 1100 من الجنود والشرطة قتلوا. كما نفى ان يكون مسؤولا عن القمع الحكومي. وقال الاسد "من قال ان الاممالمتحدة مؤسسة تحظى بمصداقية؟". ورد بان بالقول ان انتهاكات حقوق الانسان في سوريا جرى التعامل معها "على اساس محايد تماما ونزيه وموضوعي ويحظى بالمصداقية". ومن جانبها قالت بيلاي انه جرى الاستماع الى شهادات اكثر من 220 شاهدا من جانب مفوضي حقوق الانسان التابعين للامم المتحدة غير ان الاسد رفض تماما تقرير المفوضين في مقابلته مع القناة الاميركية. وقالت بيلاي خلال مؤتمر صحافي في مقر الاممالمتحدة "انها شهادات شهود رأوا الامور مرأى العين، الكثير من المعلومات تخرج من البلاد عبر سكايب". وتابعت "ليس كافيا حقا ان يرفض رئيس سوريا ببساطة كل هذا بالقول غير المستند الى اساس بأن الاممالمتحدة لا تحظى بمصداقية". وقد طلب الاعضاء الاوروبيون بمجلس الامن بيلاي اطلاع المجلس الذي يضم 15 بلدا الاسبوع المقبل على بينة من الموقف، فيما قال دبلوماسيون ان محادثات "ساخنة" حول ذلك المقترح جرت الاحد. يذكر ان روسيا والصين استخدمتا الفيتو لاجهاض مشروع قرار لادانة العنف في سوريا في تشرين الاول/اكتوبر ومنذ ذلك الحين لم يدر نقاش يذكر بشأنه. وقالت بيلاي ان اخر مرة تحدثت عن الاوضاع في سوريا امام المجلس في اب/اغسطس كان عدد القتلى اكثر من الفين. واضافت "الان العدد اكثر من اربعة الاف. كان بالامكان انقاذ ارواح لو تقررت افعال بشكل اسرع.لست انا من يحدد نوعية ما يجب فعله، بل الامر متروك لمجلس الامن". يذكر ان الاسد رفض السماح لمفتشي حقوق الانسان التابعين للامم المتحدة بالدخول الى سوريا. وقالت بيلاي "اعتقد انه من المهم جدا ان يسمح بذلك، خاصة اذا كان يعتقد ان الاممالمتحدة والمعلومات التي تقدمها غير ذات مصداقية". ووصفت بيلاي بعض الادلة التي عرضت على الاممالمتحدة وقالت ان منها ان ابا سوريا اطلع محققي الاممالمتحدة على صور لكيف تعرض ابنه البالغ الرابعة عشرة من عمره "للتعذيب ومن ثم القتل". وقالت بيلاي "هذا هو ما سنطرحه على الرئيس الاسد ان كان الامر لا يتفق مع الصورة التي يصفها هو، اذ ان جهة ما تقتل المتظاهرين الابرياء هناك ونحتاج لمعرفة تلك الجهة".