مسلسل إزهاق أرواح المعلمات والطالبات في الطرق المؤدية إلى القرى والمناطق النائية في زيادة مستمرة، فقد شهدت العديد من مناطق المملكة مثل «عسير» و»طريق خيبر» بالمدينة المنورة و»حائل» و»نجران» ومناطق أخرى حوادث عديدة بلغت حوالي 30 ألف حادثاً مرورياً في عام واحد نتج عنه وفاة 740 شخصاً وإصابة ما يزيد عن الألفين وهذا ما أشار به أحد التقارير المنشورة في إحدى صحفنا المحلية. لقد أشار التقرير أن المعلمات والطالبات يقطعن مئات الكيلو مترات يومياً ذهاباً وإياباً لتلك المناطق النائية ويتربص بهن الموت خلال تلك الرحلة، حتى أن أحدى المعلمات أشارت إلى أنها تقبع على كتابة وصيتها صباح كل يوم قبيل القيام برحلة الموت تلك كما أطلقت عليها. هل وصلنا إلى طريق مسدود لإيجاد الحلول لتلك المشكلة التي باتت تؤرق الآباء قبل الأبناء؟ هل الطرق المؤدية إلى تلك المدارس تقف وراء هذه الكوارث بالرغم من إنفاق الدولة الغالي والنفيس لشق وتطوير الطرق المؤدية إلى تلك المناطق؟ هل افتقار سائقي تلك المركبات لخبرة التعامل مع هذه الطرق الوعرة يمثل السبب الرئيسي وراء تلك الكوارث؟ هل تلزيم عملية النقل لشركات متخصصة أكثر أمناً سوف يساهم في إيجاد حل جذري لها؟ هناك العديد من الحلول التي من شأنها تقليص حجم المشكلة أولها البدء بتطبيق إستراتيجية التعلم عن بُعد، وذلك بإنشاء مدارس ذات تقنية عالية لكافة المراحل تتيح للطلبة تلقى العلم عبر شبكات مرئية ومسموعة. ثانياً: تقليص عدد الأيام الدراسية لتلك المناطق إلى يوم أو يومين على الأكثر لتدريس المواد التطبيقية التي تتطلب التفاعل الشخصي ما بين المعلمة والطالبة. ثالثاً: العمل على تعديل المناهج الدراسية للطلاب المقيمين في المناطق النائية والتركيز فعلياً على ما يحتاجونه من مواد دراسية للانتقال إلى المرحلة الجامعية. وأخيراً أن تقوم الجامعات بوضع برنامج تأهيلي مدته عام لإعداد الطالبات المتخرجات من مدارس المناطق النائية للانخراط في المرحلة الجامعية لتتساوى مع مثيلاتهن من الطالبات. همسة: العديد من الدول المتقدمة انتهجت سياسة التعليم عن بعد لأسباب عدة، وحان الوقت لاعتماده كمنهج تعليمي في المملكة كونه لا يختلف كثيراً عن نظام الانتساب المطبق بالجامعات.