قالت الطبيبة نورة المسلم طبيبة المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد التعليمي بالخبر إنها أصيبت بانهيار عصبي وحالة نفسية وتخوف حتى من المرضى والمراجعين، مشيرة إلى أنها فكرت في ترك وظيفتها عقب ما حدث لها من أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي اعترضها داخل حرم المستشفى أثناء نقاشها مع أحد المراجعين، ومحاولته اصطحابها إلى مركز الهيئة بعد رفضها تسليمه أي إثباتات لها وهاتفها المحمول كونه لم يفصح عن اسمه ولا هويته. وشرحت المسلم ل «المدينة» تفاصيل ما حدث في أول حوار صحفي عقب الحادثة التي تم الرفع بها إلى إمارة المنطقة الشرقية، قائلة: أثناء خروجي من العمل وتوجهي إلى خارج مبنى العيادات لانتظار سائقي، استوقفني أحد المراجعين للاستفسار والاستشارة عن حالة والدته المريضة عندي، فطلبت منه مواصلة الحديث أثناء سيرنا؛ لأن مبنى العيادات مزدحم، وفي الوقت ذاته من واجبنا كأطباء الاستماع إلى مرضانا ومراجعينا لأن مهنتنا في الأساس إنسانية. وأضافت: وأثناء خروجنا من مبنى العيادات وقبيل صعودي للسيارة تهجم علينا شخص يدعي أنه عضو هيئة ( تحتفظ «المدينة» باسمه) وطلب مني إثباتي وهاتفي المحمول وتحدثت معه بكل هدوء من أنت؟ وبأي صفة أعطيك إثباتي وهاتفي؟ فاجاب (أنا هيئة)، فقلت له أثبت لي أنك عضو هيئة وأرني إثباتك وقدم نفسك لي ومن حقي أن أتأكد من ذلك، وتعاملت معه بكل احترام، فرفض إثبات ذلك وبدأ بالصراخ علي ورفع صوته مهددًا (لا تكبري السالفة ولا تتكلمي ولا كلمة ولا كلمة) وحاول مرارًا أخذ هاتفي وإثباتي إلا أنني رفضت ذلك تماما، فتحدث المراجع الذي كان معي وقال له (هذه الدكتورة نورة دكتورة والدتي) فطلبت من المراجع ألا يتحدث عني؛ لأنني لست على خطأ وأيضا كيف نتحدث مع شخص لا نعلم من هو، فأجرى عضو الهيئة اتصالاً سريعًا خلال دقائق معدودة وفي هذه الأثناء دخلت سيارة الهيئة وعليها الشعار الرسمي واصطحبوا المراجع معهم. وتكمل الطبيبة نورة: كان هناك تجمهر في الموقع فأصبت بالانهيار ودخلت في حالة نفسية وبدأت بالصراخ والبكاء وحاولت الرجوع والدخول لمبنى العيادات إلا أن عضو الهيئة سبقني وأقفل الباب بقدمه وبطريقه وحشية، ومنعني من الدخول وطلب مني البقاء في الخارج حينها أصبت بانهيار عصبي. وحضر أطباء واستشاريون في محاولة لحل المشكلة وأدخلوني للمستشفى وأنا في حالة صعبة ولم أستوعب ما حدث. وبعدها بفترة توجهت للمنزل وفكّرت في الاستغناء عن وظيفتي لما حدث لي من موقف لأن الحادثه سببت لي عدم القدرة على التركيز، خاصة وأن مهنتي تحتاج إلى الهدوء والتركيز والاحترام، وبعد يوم حضرت للمستشفى وأعددت خطابًا لمقام إمارة المنطقة الشرقية ولإدارة المستشفى شرحت فيه ما حدث بالتفصيل مطالبةً بأخذ حقي كاملاً من عضو الهيئة. وعن اعتراف الهيئة بأن عضوها أخطأ وأنهم سوف يتلافون أخطاءهم مستقبلا، قالت: حتى ولو عوقب عضو الهيئة فأنا لن أستفيد شيئًا من عقابه، وحتى لو قدم اعتذاره فسوف ينتهي كل شيء، ولكنني أريد أن يكون هناك احترام وتقدير في التعامل والحماية لكي أمارس عملي دون أي مشاكل فطالما ظل عدم الاحترام موجودًا والأخطاء موجودة فلن نستفيد شيئًا من العقاب فأنا لا أريد الانتقام. وأكدت المسلم أنها لن تتنازل عن شكواها وحقها إلا باعتذار رسمي من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما بدر من عضوها والاعتراف بالخطأ لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة وخطوة أولى لضمان عدم تكراره معي أو غيري. وزادت: الحادثه سببت لي قلقًا في حياتي فلم أستطع ممارسة عملي بسبب ما حدث، كما أنني أصبحت متخوفة حتى من مواجهة المرضى، فاعتذار الهيئة لا بد أن تتبعه حماية لأننا كأطباء نحتاج إلى قليل من التقدير، وأكدت أن جهاز الهيئة جهاز عظيم نكن له كل تقدير واحترام وما يحدث تصرفات فردية خاصة لا نستطيع أن نعممها على الجميع ولكن لا بد أن يحترموا مهنتنا. واختتمت المسلم حديثها ل «المدينة» بقولها: أنا مستعدة للتحقيق من أي جهة ومستعدة للتنازل والصفح وسحب شكواي في حالة استلام اعتذار رسمي من الهيئة، فلا بد من الاحترام لنا ولمهنتنا لكي نكمل المشوار في خدمة المرضى. “الهيئة” مجددا: خطأ لا ننكره وسنعمل على تلافيه أكد مصدر رفيع المستوى في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية أن الشخص الذي استوقف الطبيبة المسلم داخل المستشفى عضو في الهيئة، وليس كما يردد البعض بأنه لا يحمل هذه الصفة. وقال في تصريح ل «المدينة»: هو أحد أعضاء هيئة مدينة الخبر ويحق له أن يعمل في إنكار المنكر حتى خارج وقت عمله مثل ما يحق لأي مسلم أن ينكر المنكر، إلا أن ما حدث خطأ مثل أي خطأ وفي أي مكان وسوف نعمل على تلافيه مستقبلًا. الجامعة: نتابع القضية وننتظر الرد أكدت جامعة الدمام أنها تتابع قضية الطبيبة نورة المسلم وتقدمت بخطاب لإمارة المنطقة الشرقية وفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أنها لم تتلقَ أي رد حتى إعداد هذه المادة عصر أمس، فيما أكدت إدارة مستشفى الملك فهد التعليمي بالخبر وعلى لسان مديرها الدكتور خالد مطر «الدكتورة تعتبر تحت حماية المستشفى ولن نسكت عن حقها خاصة وأنها من الأطباء الأكفاء لدينا»، وقال إن إدارته خاطبت هيئة الأمر بالمعروف ولم تجد أي تجاوب إلى الآن. متحدث الهيئة يلتزم الصمت لليوم الخامس «المدينة» ولليوم الخامس على التوالي تحاول الاتصال بالمتحدث الإعلامي الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي القرني للتعليق على هذا الموضوع إلا أنه لا يجيب على الاتصالات والرسائل النصية.