قال الضَمِير المُتَكَلّم : آهٍ ما أقسى أن يكون الإنسان فقيراً غريباً في وطنه ؛ أن يَفْقِد كرامته وحريته ؛ ليكون عبداً لِلزّعِيم وزبانيته ؛ وأن يُعْتَقَل حاضره ، ويُقْتَل مستقبله وهو حَيّ !! ما أقسى الدنيا على إنسان يرى جيش وطنه يدك أركان بيته ، ومدرسة طفله !! وامصيبتاه والأمّ المكلومة تحتضن فَلذة كبدها ( حمزة الخطيب ) ، وقد انطفأت نبضات قلبه ؛ ليصبح ليس ( جثة هامدة ) ، ولكنه أشلاء ممزقة مشوهة ، معدومة الملامح من التعذيب !! حتى الصوت الذي ارتفع صارخاً ، باحثاً عن الحرية ( إبراهيم قَاشُوش ) ، اُنْتُزِعَت ، اجتُثّت حنجرته عقاباً له !! عذاب ، جوع ، تهجير ، صراخ ، دِمَاء ، عويل ؛ أكثر من أربعة آلاف قتيل ، رجال ونساء وأطفال ، وعشرات الآلاف من الأسرى والمعتقلين ؛ !! مشاهد تتكرر تفاصيلها في سوريا كل يوم ، والنظام السوري يرددّ العبارات والأفعال نفسها التي نطقت بها وارتكبتها الأنظمة في تونس ومصر ، وليبيا !! ( وعود تتلوها وعود ؛ فالإصلاح قَادِم ) ، والمتظاهرون الباحثون عن الحرية والعدالة والكرامة على أرض وطنهم ما هم إلا كالعادة فئة مندسة ، أو طائفة إرهابية متطرفة ؛ ثم ما يحدث إنما هو مؤامرة كَونيّة على الجمهورية السورية ؛ والجامعة العربية لغتها وقراراتها عِبْرية أو أَعْرابية !! أردوغَان التركي من ( يَهْود الدُومَة ) ؛ والدماء السورية كِذْبَة وإشاعة ، والقنوات المتآمرة تمارس تَرديدها !! أما الحقيقة التي يجب أن يؤمِن بها المواطن فهي تلك الألسن المغصوبة على حِفْظ وترديد : ( الله وبشّار وسوريا وبَس) !! ولكن الواقع يقول : رغم الصمت العربي الطويل ، ثم منح النظام السوري الفرص تتلوها الفرص والوقت لِيمتص بأنياب شِبِيحته وأمنه وجيشه المزيد من دماء الشعب السوري المسكين !! نعم رغم سكوت الصوت الدولي عن الممارسات غير الإنسانية ل ( النظام ورجاله ) ، إلا من كلمات قليلة هنا وهناك !! رغم كلّ ذلك فالشعب السوري قَد كسر جدار الخوف ، وخَرج من سجنه ، فالنظام سَاقِط لا محالة ؛ فلا عودة للوراء !! فَالتَاريخ العَربي يرصد أن العرب تعودوا أن يصنعوا من التّمْر والعَجين آلهة يقدسونها ، ثم إذا جَاعوا أكلوها وقبل الختام الأهم أن تستوعِب الأنظمة العربية المُسْتَبِدة الدرس قبل أن تقتلعها رياح التغيير !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . تويتر : @aaljamili