قال الضَمِير المُتَكَلّم : منذ أن أعلنت ( السعودية ) عن موقفها الإنساني والحازم تجاه ما يتعرض له الشعب السوري من حَرب إبادة من ( جيشه الباسل ) الذي لم يطلق ما عرفنا الدنيا رصاصة واحدة من أجل ( الجُولان ) المحتلة !! منذ أن مَزّق ذلك الموقف جدار الصمت العربي والإسلامي أمام مشاهد قَتْل الأطفال الخُدّج ، والنساء ، والمواطنين العُزّل إلا من صدور عارية ، ولافتات وبضع كلمات تطالب بالعدالة والحرية !! ذلك الموقف الذي فتح الباب لِتَلِج منه العديد من الأصوات المنددة بوحشية ( النظام وزبانيته ) ، وما تلتها من خطوات وتحركات دبلوماسية خجولة !! ذلكم الخطاب والموقف السعودي كان مدار الحديث خلال الأيام الماضية في مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية ، وهُنا جَيّش النظام السوري أبواقه وأدواته للهجوم عليه ، والحَدّ من تداعياته الإعلامية والشعبية !! ولكن توقعوا بماذا يَردّ الخبراء والمحللون السياسيون المرتزقة من نظام يَفْتِك بأبناء وطنه على الموقف السعودي؟! تتبعت بعض القنوات الإخبارية ك ( BBC العربية ، و 24 الفرنسية العربية ، والجزيرة والعربية ) ، وغيرها ؛ فوجدت خطاباً مكرراً يبدأ وينتهي بحجة فريدة وحيدة : ( ليس من حق العاهل السعودي وحكومته التنديد بما يحدث في سوريا ، وهم لم يسمحوا حتى الآن بقيادة المرأة السعودية للسيارة ) !! نعم لقد كان النظام السوري يُبَرّر قتله الأبرياء ، ودكّه للمدن بالمدافع والدبابات بنظرية المؤامرة ، والعصابات المأجورة المسلحة ؛ أما الآن فالدافع الجديد لجرائمه تجاه شعبه هو مَنع الحكومة السعودية لقيادة المرأة للسيارة !! إن كَانت ثورات الربيع العربي التي عصفت ببعض الأنظمة المستبدة طلباً ( للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، ولقمة العيش ) ؛ قد كشفت عن حقيقة عقليات وسياسات بعض الأنظمة التي تُدِير شؤون المواطن العربي ، وتتحكم في مصيره ومستقبله ، وقوت أطفاله ؛ فما هي إلا أنظمة دموية ترقص على امتصاص دماء وأرواح الأبرياء !! فإن تلك الثورات التي قام بها ( عامة الشعب المطحون ) الذي طَلّق الخوف وَوَأَد الذّل ، قد أماطت اللثام ، وأسقطت الأقنعة عن وجوه الكثير من النُخَب العربية المثقفة والمفكرة التي كانت تملأ الفضاء وزوايا الصحف ، وقاعات المحاضرات والمؤتمرات بالنظريات والحديث عن الحقوق والمثاليات ؛ فحقيقتها التي ظهرت أنها فقط مرتزقة تتسوّل رضا الزعماء ، وتقتات مِن فُتَات موائدهم ؛ وصورة نمطية تاريخية تعيد للذاكرة مشهد ذلك المفكر أو الشاعِر العربي الذي يطرق باب " السلطان " ، ثم يَسجُد بين يديه مُسَبِّحَاً بحمده ، معظماً لقداسته ؛ ليُنادي بعدها ( السلطان ) منتشياً : ( أعطوه ألف دينار وجَارية ) !! فتحية لكل شعب يبحث عن الكرامة ، ولو كان الثمن حياته ، وصادق الدعاء للشعب السوري الأبي ، وتأبين وسرادق عزاء لكثير من أدعياء الفِكْر والثقافة الذين ما زالوا يبحثون عند الزعماء عن ( الجَارية والألف دينار ) !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]