أستغربُ كثيرًا في بعض الأحيان تشنّج خطاب بعضنا صوتًا وحرفًا ضد شباب الوطن، وكأنهم (غول) وليسوا أبناءنا؟ أو (وباء) يُزهق الأرواح، في حين أن المشكلة الحقيقية تكمن في ممارسات بعض الشباب التي قد تأتي على نحو يُفرز بعض السلبيات، وأزعم أننا يُمكن معالجة تلك السلبيات عبر بعض الوسائل، يأتي في مقدمتها: الكف عن إسقاط اللوم بأشكاله عليهم وحدهم، وتحميلهم وزر بعض المشكلات التي تحدث عن غيرهم!. دعوني أصارحكم ونفسي بما يلي: أليس الآباء والأمهات والمؤسسات التعليمية شريكًا في اللوم حين تصدر بعض التصرفات عن بعض شبابنا كمخالفات عرفية، أو قانونية في البلاد؟! أليس نحن مسؤولين حين نغفل سبل التواصل لعقولنا لنتقبل بعض تصرفاتهم، ونهمل وسائل الحوار والتنوير لشبابنا فيها كي لا يقعوا في المحظور، فيسيئوا للناس عن علم أو جهل؟ البعض منّا يستغل بعض الشباب لاستثمار ثغرات الضعف فيهم لخدمة مصالحهم الذاتية! ألسنا نحن أفراد المجتمع، شركاء في المسؤولية عن تصرفات أبنائنا: - حين نعزلهم عن دخول الأسواق، وبعض المنشآت الترفيهية، ونبقيهم بعيدًا عن رقابة أعيننا؟! - حين نرى العيب، أو الخلل يمارس من بعضهم في رابعة النهار، ثم نعرض عن توجيههم، أو التنبيه إليهم نصيحة بحجة (كل منّا يربي ابنه..) حتى ولو كان ذلك السلوك ينافي العرف في المجتمع؟! نعم.. إننا نعيش في زمن عولمي صعب، له تحدياته وفروضه ونوافله، ولكن علينا أن نبدأ بأنفسنا وبأبنائنا قبل أن نُسقط اللومَ على هذا أو ذاك، وأن نعتبر أبناء الوطن جميعًا أبناءنا، وليسوا خصومنا!. وختامًا، لابد من القول: إن العزف (الفلكلوري) على (قيثارة) نبذ الشباب، وتوظيفها (شماعة) لإسقاطاتنا أمر عفا عليه الزمن! نريد حلولاً جديدة بعزائم جديدة، وأساليب حديثة نتعامل بها مع شباب الوطن. شباب الوطن هو مَن تطوّع في سيول جدة، وغامر بحياته. شباب الوطن هو مَن ساعد في إنقاذ طالبات مدارس براعم الوطن من الحريق. شباب الوطن هو مَن قام بالواجب الوطني بمشروع «سقيا»، فكانوا يجوبون الوطن في أيام الصيف، يطفئون ظمأ العمال الذين يعملون في المنشآت الخارجية في حرارة شمس قد تصل إلى 50 درجة مئوية.