ما زالت قضية سفاح الخادمات في محافظة ينبع تزاد غموضا كما هو حال جرائمه التي لم يكتشفها أحد إلا بعد ثلاث سنوات من ارتكابها، حيث كانت تقيد ضمن القضايا المجهولة، ولم يكشف عنها إلا عن طريق الصدفة بعد القبض على ابنه في قضية عادية (تسول)، حيث أفاد أثناء التحقيق معه بمعلومات جعلت الجهات الأمنية تشك في أبيه والذي تبين بعد ذلك انه السفاح مرتكب هذه الجرائم المجهولة. وجاء الغموض هذه المرة بعد أن أنكر السفاح جرائم القتل مستفيدا من حدوث إحدى الجرائم التي اعترف بها سابقا، أثناء وجوده في السجن». وحصلت «المدينة» من مصادرها على معلومات جديدة حول هذه القضية، حيث تشير الأنباء إلى أن السفاح لم يعترف خلال جلساته المتعددة بالمحكمة الشرعية وأنكر كافة التهم الموجهة إليه بقتل الخادمات الثلاث والتمثيل بجثتهن في مواقع مختلفة وفترات زمنية متباعدة وهو ما يتنافى مع اعترافاته السابقة «. وكانت احدى القضايا الثلاث المنسوبة إليه قد وقعت أثناء وجوده في سجن جازان، وهو ما يتعارض مع اعترافاته السابقة بقتل الخادمات الثلاث والتمثيل بجثتهن ومحاولة إخفاء معالمهن لكي لا يفتضح أمره، وأمام هذا الواقع أضطر القضاة لتأجيل القضية إلى حين التأكد من حيثياتها». ويأتي ذلك بعد ان حدثت ملابسات لدى جهات التحقيق مع الجاني خلال الفترة الماضية « بأن اعترافه سابقا بقضية قتله للضحية الثانية تعارضت مع وجوده في أحد سجون منطقة جازان، وذلك حين التحري عنه والتأكد من سوابقه، وهذا الأمر جعل المحكمة الشرعية بينبع تطلب إعادة التحقيق معه، والتأكد من وجوده في السجن فعليا ولم تكن مرتبة كاحتراف إجرامي بالتخطيط لتنفيذ الجريمة والتمويه من خلال وجود اسمه في قائمة السجناء خاصة وأنه قد قبض عليه بإثباتات مزورة وأحيل على إثرها إلى المباحث الإدارية بالمدينةالمنورة قبل وقوع الجريمة للضحية الأخيرة بأيام». يذكر أن الجهات الامنية كانت قد قبضت على «ابن السفاح» خلال قيامه بالتسول في أحد شوارع ينبع واعترافه بعد ذلك بأن والده رجل غير سوي ويعاملهم معاملة سيئة ويعذبهم بحرقهم بالنار، ومن خلال إكمال التحقيق مع الابن أفاد بمعلومات تتعلق بوالده تفيد بأنه قام بقتل احدى الخادمات في منزلهم وحملها في سيارته، وكان هذا الخيط الاول لكشف مسلسل سفاح الخادمات بينبع، وهذا ما انفردت به «المدينة» في حينه. وكانت الجهات الامنية في محافظة ينبع قد قبضت على السفاح الذي قتل 3 خادمات آسيويات قبل ما يزيد عن العام تقريبا، وكان يرتكب الفاحشة معهن بعد تعذيبهن ومن ثم قتلهن وحرق اجسادهن، وذلك بعد رحلة من البحث استمرت 4 سنوات. وقام السفاح بتمثيل الجرائم التي ارتكبها وتصديق اعترافاته شرعا تمهيدا لتحويله إلى الجهات ذات الاختصاص لإكمال باقي الإجراءات، وذلك بمتابعة من مديرشرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء عوض السرحاني و مدير شرطة ينبع العميد عبدالله الثبيتي ومساعده لشؤون الأمن العقيد ناصر العتيبي. وذكر مصدر أمني ل «المدينة» أن القاتل اعترف خلال التحقيقات بأنه كان يقوم باختيار ضحاياه من خلال شروط أساسية أهمها أن تكون من مجهولات الهوية، ولا يوجد ما يثبت شخصيتها، بالإضافة إلى عدم معرفة أحد بها، ومن ثم يقوم بتعذيبها وارتكاب الفاحشة بها، ومن ثم قتلها وتشويه الجسم بالكامل كي لا يعرفها أحد وبالتالي لا يُستدل عليه.