كثيرًا ما خرجنا شاكرين ذاكرين بفضل الله بعد أداء الصلاة، نتبادل أطراف الحديث مع بعض الجيران ويسأل بعضنا عن حال بعض في حميمية جميلة وتناغم مألوف في كثير من المرات. هذا يسلم على هذا، وذاك يسأل الآخر عن أحوال مسقط رأسه بعيد زيارته في نهاية الأسبوع، والشباب الصغار والصبية كل ذهب مع أقرانه. يتكرر هذا الوضع تماما في جلسات السمر العائلية، وتجد أكثر من يحفزك ويدفعك لصلة الرحم ألأبناء والبنات. فماذا حدث اليوم وما سبب تغير الأوضاع رأسا على عقب. هل صار أنيس المرء ما يتأبطه من أجهزة؟ راقب الكثيرين اليوم بعد خروجهم من الصلاة، أو أثناء اجتماعاتهم العائلية، وستجد الكثيرين قد استبدلوا تبادل الحوار وتبادل الأفكار التي تصهر كثيرا من الشخصية وتسبب النمو الفكري لدى الأجيال المختلفة التي يجمعها المجلس الواحد، استبدلوها بكثير من أجهزة التواصل الحديثة، فهل صرنا أسرى لها؟ ورقة سوداء: [وتبين أنه بحالة غير طبيعية] المخدرات داء فتاك ومميت، وكنت دوما وكثيرا ما يستوقفني عبارة أجدها ببعض أخبار السلب والحوادث التي تقول: [وتبين أنه بحالة غير طبيعية] فهل هذه الحالات غير الطبيعية من آثار شيء غير المخدرات؟ تذكرت هنا أحد جيراننا بعد خروجنا من البيت أو حين نشاهده قدرا، وهو خارج منزله ويدعو على أحد أولاده بصوت عالٍ، وهو يقول حسبي الله على من صدر هذه السموم لنا، حسبي الله على من أفسد أولادنا. وكم كنا ونحن صغار نترحم ونترفق بحاله!! رجل كبير لا يستطيع دخول بيته لخوفه من أن يؤذيه ولده الذي هو من صلبه! ورقتي التي أنادي بها: أرجو من الأسر مراقبة الأبناء والبنات، وليكن لدينا ثقافة بهذه السموم وبأعراضها، فكل انعزال أو مرض مفاجئ يصيب أحد أفراد الأسرة وبخاصة من مرحلة الشباب حماهم الله يجب التعامل معه بحزم وسؤال أهل الخبرة من المختصين، قبل أن يستفحل الداء ويصعب بعدها تحصيل الدواء. سؤال يحتاج للتمعن: هل صلاح الأبناء أمر يحدث بين يوم وليلة..أم لا بد معه من أمور كالصبر، وبعد النظر، والدعاء..الخ. [email protected]