الأرض، والتاريخ، والإنسانُ ثكلى، غداةَ رحيلكم: سلطانُ ومواكب تختال من آلائكم تدمي نياط فؤادها الأحزان ومواقف أبوية، يغضي لها مرُّ الدهور، وتعجب الأكوان ويد بإثر يد، على راحاتها دنيا تُقام، وتُبْتَى أوطان ومدى بعيد الأفق، عن إدراكه تقف العقول، وتعجز الأذهان يا سيدًا للخير، يا سلطانُ إنْ للخير ما بين الورى سلطان يا سفر إنسانية، آياته برٌّ، عطاء، رحمة، إحسان يا بسمة وضَّاءة، تُسْتَرْشَفُ البشرى بها، ويُبَثُّ الاطمئنان يا من بكم تخضوضر الآمال في مهج ذبلن، وتزهر الأغصان وببذل كفك أنفس تحيا، وتُنْبِتُ تحت ظل سحابك القيعان وبدفء حضنك يهدأ الشاكي ارتعاش اليتم، حين يضمه التحنان وببابك المفتوح آلاف المآسي تنمحي، وتودع الأحزان يا أيُّها النبع الذي إن يكثروا وُرَّادُهُ، يحلو له الفيضان يا أيُّها الحضن الذي أمِنَتْ به هذي البلاد، وهابها العدوان سلطان، يا شمسًا من الطهر النقي ويا شذىً ينداحه الريحان أسلمت روحَك ربَّها متجردًا إلا من التقوى، فلست تدان كل الورى من حول نعشك دمعة شرقى بها الأرواح والأبدان وتفطرت من حرقة خلجاتهم فتقرحت بأنينها الأجفان فقدوا بفقدك أمنهم وأمانهم واغتالهم من بعدك الحرمان فإذا القلوب مشاعر مقهورة وإذا الدروب دليلها حيران وإذا البسيطة مهجة كلمى، تئنُّك وحشة، ويخونها الإيقان ومواكب ملتاعة، ومواسم ومنابر مفجوعة، وأذان الأرض، والتاريخ، والإنسانُ ثكلى، غداةَ رحيلكم: سلطانُ حتى الثرى يأسى على خطواتكم وله بِضَمِّ رفاتكم سلوان يممت شطر الله وجهك قانعًا بجواره، ويحفك اطمئنان ورضيت بالرجعى إليه، مرجِّيا رجعى لها في الخالدين جنان فاهنأ بعليين في جناته وتبوأ الفردوس، يا سلطان