روت أسرة المعلمة ريما النهاري التي استشهدت خلال عملية إنقاذ الطالبات من حريق مدرسة براعم الوطن أمس الأول جانبا من تفاصيل آخر يوم في حياة الشهيدة. وقالت إنها استشهدت وهي «صائمة» وأن آخر ما فعلته هو الاتصال بشقيقها لإحضار الفطور إلى منزلها. ويقول خالها علي العريشي: ما يصبرنا أنها انتقلت إلى جوار ربها وهي صائمة وقد طلبت من شقيقها أن يأتي لها بفطور وهو قادم إلى المنزل وأوصته بأن ينتبه لنفسة ووالدها ولأشقائها وشقيقتها. وعن الراتب التي تتقاضاه قال إنه رغم بساطة المبلغ الذي لم يتجاوز 2200 ريال إلا أنها لم تدخر شيئا منه لا عن والدها أو أشقائها فقد كانت لهم الأم والأخت، فراتب والدها لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال كانت ريما هي العون الوحيد له بعد الله في توفير متطلبات الحياة. وأضاف: كانت تستعد لزفاف شقيقها أنور بعد التحاقة بوظيفة قبل شهر براتب لا يتجاوز 3 آلاف ريال بأحد القطاعات الخاصة. أما شقيقها أنور فقال: فقدنا أختا وأما غمرتنا بحبها وتضحيتها من أجلنا، وقد تحدثت معي قبل وفاتها وطلبت مني أن أحضر لها بفطور أثناء قدومي إلى المنزل لأنها صائمة وأوصتني بأن أنتبه لنفسي وأبي وأخوتي. وأضاف: نحن إذ نشيعها اليوم لنحتسبها عند الله من الشهداء لأنها أنقذت 20 طالبة ومن أنقذ نفسا واحده فكأنما أنقذ الناس جميعا، وعن كيفية موتها قال بعد أن قامت برمي الطالبات على أهالي الخير الذين يتلقفونهن قبل السقوط حاولت الفرار من النيران لتسقط لتتعرض لضربة في الرأس والقدم . « المدينة « رافقت عائلة الفقيدة في مغسلة الموتى قبل الذهاب بها إلى مكةالمكرمة من أجل دفنها إذ خيم الحزن عليهم جميعا فلم يكن سواء الدموع حاضرة والتي تختلط بكلمات الدعاء إلى الله عز وجل بأن يتقبلها من الشهداء نظير ما قدمتة من إنقاذ لعشرين طالبة قبل أن تأتي ساعة الأجل.