امتصت نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز انفعال المعلم ممدوح العتيبي وهو والد الطالبة لين العتيبي بمدرسة براعم الوطن الذي توجه اليها أثناء تجولها في اروقة مستشفى الجدعاني للاطمئنان على حالة المصابات، متهمًا ادارة التربية والتعليم بالاهمال والتهاون في محاسبة المقصرين من أصحاب المدارس الخاصة الذين لا يلتزمون بشروط الأمن والسلامة، مشيرا الى أن رجال الاعلام يتحملون كذلك جانبا من إهمال المسؤولين كون البعض لا يقدمون سوى المواد التي تظهر إيجابيات المسؤولين، مضيفا أنه معلم ويعي ما يقول. وعندها طلبت منه كتابة كل ملاحظاته وإرسالها لها، أصر العتيبي على موقفه مؤكدا أن الكتابة لا تفيد شيئا، فما كان من نائبة الوزير إلا أخرجت كرتها الخاص وقالت له «هذا جوالي وهاتفي وايميلي، وانا مستعدة لتلقي أي ملاحظات يبديها أي اب او طالبة او أحد شهود العيان في الحادثة، أيا كان فالهدف يهمنا جميعا ولن نغلق ابوابنا ولن نصمت تجاه أمور تهدد سلامة وأمن الطالبات. ودعت الفايز الله سبحانه وتعالي ان يمن على المصابات بالشفاء العاجل وان يرحم المتوفيات ويدخلهن فسيح جناته، وقالت «هن شهيدات باذن الله لانهن كن يؤدين افضل رسالة في الوجود، هي رسالة العلم». وعن تلقيه الخبر قال العتيبي: أبلغني حارس المدرسة بالحريق فخرجت مسرعا من مدرستي كالمجنون متجاوزا كل الاشارات المرورية، وعند وصولي وجدت امامي مشهدا لا يوصف حيث كان الرعب والهلع والتجمهر اشبه ما يكون ب «يوم الحشر المصغر» فقد كنا في وضع مؤلم، وكان تدخل المواطنين اسرع من الاجهزة الاخرى، وعند الساعة الثانية والربع بعد ان رمى اغلب الطالبات انفسهن من الدورين الثالث والثاني استيقظ الدفاع المدني اخيرا وجاء بالسفنجة لاستقبال القافزات، ولكن بعد خراب مالطا. وعن حالة ابنته الصحية افاد بأنها تعاني من اختناق جراء تعرضها للدخان الكثيف. وتساءل الزهراني: هل يعقل ان يستوعب هذا المبنى 950 طالبة؟ وهل مخارج الطوارئ والانقاذ كافية لهذا العدد؟ مشيرا الى ان المعلمات قلن للطالبات في بداية الامر «هذا جرس تجربة فرضية، حتى شاهدوا الدخان وبدا الهلع والفزع وبعض المعلمات القريبات من الباب تركن المدرسة. يذكر ان نور الفايز كانت تحاول من خلال جولتها التحدث الى جميع المصابات وأهاليهن ومحاولة مساندتهن نفسيا، وتلقت العديد من ملاحظات أولياء الأمور بصدر رحب، بما في ذلك ما قالته عدد من الامهات «ان ما حدث لبناتنا برقبة مسؤولي التعليم الذين لم يؤدوا مهمتهم بالشكل المطلوب» .