في مباراة الأرجنتين ضد بوليفيا على ملعب ريفر بليت بالعاصمة بيونس آيريس ، واصل منتخب الأرجنتين ولاعب العالم الأول ليونيل ميسي سلسلة عروضهما الدولية الهزيلة ، واكتفيا بالتعادل مع الفريق البوليفي المتواضع بهدف لمثله . مشكلة ميسي مع منتخب بلاده هي اعتقاده بان المنتخب مسخر له وليس العكس . وهذا يتضح من اسلوب لعب ميسي الذي يقوم على الفردية والاستعراض والمبالغة في الاحتفاظ بالكرة . الكم الكبير والملفت من الكرات المقطوعة من ميسي في المباريات الدولية ، هو احسن دليل على فردية ميسي غير الصحية التي ينتهجها مع المنتخب . وهو دليل أيضا على عدم حرص اللاعب على توظيف موهبته لخدمة الفريق ، وعلى عدم بذله أي مجهود يذكر لخدمة جماعية الأداء . وهي إحدى أهم المزايا التي يتحلى بها في فريقه برشلونة ، حيث يبدو ميسي متناغما بشكل عجيب مع تشافي وإنيستا وديفيد فيا . الفارق الكبير بين عدد أهداف ميسي مع برشلونة وعدد أهدافه مع المنتخب ، هو دليل آخر على أن ميسي برشلونة يختلف عن ميسي الأرجنتين لدرجة تصيب المرء بالحيرة . ولعل ما يزيد من الاحساس بهذه الحيرة ، هو انفراد ميسي بطليعة الهدافين في فريقه مبتعدا عن أقرب زملائه من هدافي الفريق ( فيا ) بعشرات الأهداف عند نهاية الموسم ، بينما يتفوق مهاجم ريال مدريد غونزالو هيغوايين على ميسي في قائمة هدافي المنتخب الأرجنتيني بشكل ملحوظ . ولو كان نجم مانشستر سيتي سيرجيو أغويرو يلعب في كل مباراة كلاعب أساسي ، لتفوق بالتاكيد على ميسي الذي اكتفى بتسجيل هدفين فقط في آخر ما يقرب من خمس عشرة مباراة للمنتخب ! المتعصبون لميسي يحتجون بعدم وجود لاعبين إلى جوار نجمهم في المنتخب من نفس العينة التي تزامل ميسي في برشلونة . وهذه فرية كبيرة . صحيح ان برشلونة يضم مجموعة من اهم لاعبي العالم وخصوصا على صعيد خط الوسط ، إلا أن منتخب الأرجنتين يضم نخبة من اهم لاعبي العالم وخصوصا على صعيدي الهجوم والوسط . انظر فقط إلى قيمة تعاقدات لاعبي الأرجنتين والمرتبات التي يتقاضونها ، ومن هؤلاء هيغوايين أغويرو وكارلوس تيفيز ودي ماريا ، بالإضافة إلى لاعبي الخبرة زانيتي وكامبياسو . ميسي لاعب يعتقد أنه في خدمة برشلونة ، في نفس الوقت الذي يعتقد فيه ان المنتخب في خدمته .