تسلق المهاجم الارجنتيني غونزالو هيغواين متصدر لائحة الهدافين في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب افريقيا، المراتب بسرعة الصاروخ سواء مع منتخب بلاده المنضم الى صفوفه عام 2009 او فريقه ريال مدريد الاسباني الذي كان افضل هداف له في الموسم المنصرم. ولد في منطقة "بريتانيا" الفرنسية من ابوين ارجنتينيين منذ 23 عاما ويحمل الجنسيتين الفرنسية والارجنتينية، ولم يعد اسم غونزالو هيغواين مجهولا منذ 8 اكتوبر 2005، فبعد تسجيله هدفين لريفر بلايت في مرمى خصمه بوكا جونيورز (3-1) في ال"سوبر كلاسيكو" الارجنتيني قطع اسمه بسرعة المحيط الاطلسي وحط الرحال في صفوف ريال مدريد. ولم ينتظر المدربون المحليون مباراة الدربي الشهيرة بين ريفر بلايت وبوكا ليكتشفوا موهبة هيغواين، وكان من الممكن أن تتكرر قصة دافيد تريزيغيه مرة أخرى ويحمل هيغواين قميص المنتخب الفرنسي في كأس العالم في جنوب أفريقيا، فقد ولد هذا المهاجم، نجل اللاعب السابق خورخي نيكولاس هيغواين، على أرض فرنسية وبالتحديد في بريست، حيث كان يعمل أبيه. ولكن هداف ريال مدريد لم يستجب لريمون دومينيك عندما دعاه للعب مباراة ودية في نوفمبر 2006، وآثر أن ينتظر نداء منتخب التانغو. عاش غونزالو في طفولته 10 أشهر فقط في فرنسا، ثم ابتعد عنها ولم تطأها قدماه بعد ذلك حتى عام 1998. في ذلك العام كان والده مكلفا بمتابعة منافسي المنتخب الأرجنتيني المشارك في المونديال، وكان المدرب هو دانيال باساريلا قائد الارجنتين بطلة مونديال 1978، الذي كان بعد ثماني سنوات سببا في شهرة غونزالو عندما منحه فرصة اللعب في الدوري الأرجنتيني مع نادي ريفر بلايت. وقتها قال باساريلا: "انا انصحه باللعب مع الارجنتين، لان الفرنسيين باردون وهنا سيلعب امام جمهور اكثر حماسا"، فيما صرح هيغواين الملقب "بيبيتا" تيمنا بلقب والده خورخي "بيبا" هيغواين مدافع نادي برست الفرنسي سابقا، في هذا الصدد قائلا: "أشعر بانني ارجنتيني أكثر من أي شيء اخر، على الرغم من ولادتي في فرنسا". ولا يبدو أن اللاعب الشاب يسير على خطى والده الذي كان مدافعا معروفا، فهو مهاجم سريع خطير قادر على الأداء في أي مكان، وتتحدث الاحصائيات عن القدرات التهديفية الفائقة لغونزالو: فهو لم يلعب مع ريفر بلايت إلا 35 مباراة، ولكنه سجل فيها 13 هدفا كان منها هدفان حسما نتيجة الديربي الكلاسيكي الكبير ضد بوكا جونيورز في موسم 2006. أما في صفوف النادي الملكي، فقد تفوق على نفسه موسما بعد آخر، فتجاوز هذا الموسم رصيد 22 هدفا الذي خرج به من موسم 2008-2009 حيث هز الشباك في الليغا 27 مرة وحل ثانيا في صدارة لائحة الهدافين خلف مواطنه مهاجم برشلونة ليونيل ميسي صاحب 34 هدفا، وامام زميله في النادي الملكي كريستيانو رونالدو صاحب 26 هدفا ما دفع فلورنتينو بيريز الى تمديد عقده حتى عام 2016. وبلغ العدد الإجمالي للأهداف التي سجلها حتى الان مع ريال مدريد 59 هدفا في 110 مباريات. إنه معدل يحسده عليه أي مهاجم في العالم. عندما تعاقد ريال مدريد مطلع الموسم الحالي مع رونالدو (94 مليون يورو) والبرازيلي ريكاردو كاكا (65 مليون يورو) وبنزيمة (30 مليون يورو) ظن الجميع بانه لم يعد هناك مكان لهيغواين في التشكيلة الاساسية، ورد على الجميع باهدافه المتتالية وفي كل مباراة يخوضها ففرض الامر الواقع على المدرب التشيلي مانويل بيليغريني الذي اضطر الى وضع اسطورة النادي راوول غونزاليز وبنزيمة على دكة البدلاء. قصته مع المنتخب لم تتجاوز بضعة أسطر بعد. فهو على خلاف غيره من اللاعبين لم يشارك مع منتخبات الشباب. لقد تم استدعاؤه عام 2005 ليتدرب مع منتخب تحت 18 عاما، ولكنه لم يتمكن من اللعب لأنه لم يكن يحمل وثيقة هوية أرجنتينية. وفي عام 2007، بعد أن رفض الانضمام للمنتخب الفرنسي، تردد اسمه على ألسنة الكثيرين ممن كانوا يرشحونه لخوض منافسات كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) أو كأس كوبا أمريكا، وهما بطولتان كان موعدهما واحدا تقريبا، ولكنه لم يشارك لا في هذه ولا في تلك. وأخيرا في عام 2009، بعد خوض بعض المباريات الودية مع المنتخب الاولمبي (تحت 23 عاما)، جاء النداء الذي طالما انتظره من دييغو مارادونا ليلعب في الفريق الاول. ولم يخيب الآمال، فسجل هدفا في مرمى البيرو في التصفيات وهدفا آخر في المباراة الودية التي فازت فيها الأرجنتين على ألمانيا في آذار/مارس الماضي، قبل ان يضرب بقوة في المونديال الحالي بتسجيله 4 اهداف في 3 مباريات بينها ثلاثية في مرمى كوريا الجنوبية (4-1) في الدور الاول. وبات هيغواين اول لاعب يسجل ثلاثية في نهائيات كأس العالم منذ ان نجح المهاجم البرتغالي بدرو باوليتا في تحقيق الانجاز ذاته في مرمى بولندا (4-صفر) وتحديدا منذ 10 يونيو 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. ويقول هيغواين "انا سعيد بكل ما حققته الان سواء مع ريال مدريد او المنتخب الارجنتيني لكني متعطش الى احراز الالقاب مع الطرفين. اهوى هز الشباك واتمنى ان انجح في ذلك في المونديال الحالي كي اساهم في احراز اللقب الغالي بالنسبة لاي لاعب وللارجنتينيين على الخصوص".