الذي نقراه الآن أو نشاهده من كتابات من بعض الكتاب والكاتبات وبرامج موجهة تتبناها قنوات معروفة أهدافها وما تدندن عليه يوميا من توجهات أيديولوجية تطالب بالخروج على هذه التعليمات بادعاء إن بعض هذه الأوامر الآلاهية لاتخص النساء جميع بل هي خاصة لأمهات المؤمنين، ثم نجدهم يكررون أن الصحابيات كن يقمن بهذا ويقمن بذاك في إشارة انهن يسرن مقتديان بالصحابيات!! إذا لماذا لا يكون الاقتداء (حرفيًا وليس انتقائيا)؟ ترفضون ما لا ترغبون وتختارون ما تريدون!! ثم من الذي أخبركم أن ما انتم فيه الآن من تبرج وسفور مشين بالذكور في كل موقع ولقاء أصبح حاليا مقننا وشبه مفروض لمن ستشارك في أي فعاليات ثقافية أو تربوية في الداخل أو الخارج!! هو من مسيرة الصحابيات كرمهن الله؟ ألا تستحون من ترديد هذه الأقوال وإنزالها على واقع مشين لا يليق بالنساء المسلمات اللاتي من صفاتهن الحياء والعفة وألا يضربن بأرجلهن حتى لا تظهر زينتهن وليس فقط أن يضربن بخمرهن علي جيوبهن. هذه الأوامر الربانية هل تنسى مقابل التقليد واتباع الهوى؟!! وما تفاجأنا به ما تطالب به مؤخرا وتلح عليه الدكتورة سهيلة زين العابدين التي كانت لها مكانتها العلمية سابقا في الدفاع عن المرأة المسلمة كما يريد لها الله ذلك، وسابقا أيضا كان لها صولات وجولات ضد العلمانيين والليبراليين قبل تحول توجهاتها إلى مسار مختلف!! الآن تطالب بمنع أيِّ حواجز بين النساء والرجال في «الشورى»! مستشهدة بكمٍّ من الأدلة والحوادث التاريخيَّة ليس فيها إجماع. وتؤكد: «إن وضع السواتر أو الحواجز يعيق عمل المرأة، ويحُدُّ من مشاركتها في المجلس، ويجعلها مهمَّشة، إضافة إلى أن ذلك يؤثر فيها نفسيا»، وتقول: «الدين الإسلامي أعطى وكفل للمرأة حقوقها، فلو تم وضع سواتر وحواجز في مجلس الشورى فسيصبح هناك تناقضٌ»! وذكرت في مداخلة تلفازية لها في برنامج في قناة المجد أن الحواجز ستمنع وصول صوتها لأنها واجهت موقف أن قام رئيس احدي جلسات مؤتمر او لقاء عبر الدائرة التلفازية بإغلاق المايكروفون عليها!! هنا أتساءل هل تتوقع أن جلوسها في القاعة نفسها مع الرجال سيمنحها وقتا أطول للحديث؟؟ أم أن الأعضاء لا يسمح لهم بالحديث الا عبر وقت محدد ووفق آلية طلب المداخلة وهذا أمر يتم (تقنيا ولا يتطلب وجود المرأة في القاعة نفسها ليشاهدها رئيس الجلسة)!! أليس التقنية الان تنقل المؤتمرات عبر القارات والآن هناك ما يعرف بالتعليم عن بعد يتم فيه التدريس عبر القارات ولا يتطلب الحضور الفعلي للدارسين أو المشاركين؟؟ ثم كيف سيتم تهميش المرأة اذا كان هناك حواجز بينها وبين مجالس الذكور؟؟ هل الصحابيات اللاتي تكررن انهن كذا وكذا، كن يجالسن الذكور في قاعة واحدة؟؟ يتبادلن الأحاديث والنكات كما هو يحصل الآن في ردهات الفنادق مع النساء عندما يكون هناك منتدى أو لقاء ثقافي؟؟ هل أم سلمة رضي الله عنها كانت تحادث الرجال الأجانب عنها ام كانت تشير علي زوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم؟؟ أرى أن ما كتبته الدكتورة لا يتفق ومحتوى ما ذكره موحد المملكة الملك عبدالعزيز يرحمه الله والذي استمده من تشريعاتنا الإسلامية والهدي القرآني والسنة النبوية الزاخرة بعشرات الآيات والأحاديث التي تضع التنظيم الرباني لآلية سير الحياة في المجتمع المسلم الذي ينفذ تعاليم التشريع وليس تعاليم (اتفاقية القضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة) السيداو التي تطالب بتنفيذها الآن مكاتب الأممالمتحدة بدعوى أن المملكة وقعت عليها!! وتطالب بإلغاء جميع التشريعات والأعراف التي تناقضها!! كما جاء في المادة (2) هذه المادة تصف آلية عمل الاتفاقية: (تشجب الدول الأطراف جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وتوافق على أن تنتهج، بكل الوسائل المناسبة ودون إبطاء، سياسة القضاء على التمييز ضد المرأة، ومنها ماجاء في الفقرة (و) اتخاذ جميع التدابير المناسبة، بما في ذلك التشريع، لتعديل أو إلغاء القوانين والأنظمة والأعراف والممارسات القائمة التي تشكل تمييزًا ضد المرأة. (ز) إلغاء جميع أحكام قوانين العقوبات الوطنية التي تشكل تمييزًا ضد المرأة). جرأة لا نجد لها مثيلً في الاعتداء الصارخ علي ديننا وتشريعاتنا. ينسي مهندسو هذه الاتفاقية ومن يروج لها في مجتمعنا أو في أي دولة مسلمة وقعت عليها أن لدينا تشريع رباني يلغي كل تشريع ارضي وضعي مهما كان مستوي واضعوه. فكيف إذا علمنا أن معظم من شارك في وضع بنود اتفاقية السيداو هم من الشواذ رجالا ونساء؟؟ يتبع أكاديمية وكاتبة [email protected]