في رده على الانتقادات التي توجه إلى نظام «ساهر» المروري، أكد العميد عبدالرحمن المقبل مدير مرور منطقة الرياض أن «ساهر» هو آلية لتطبيق النظام وليس نظامًا، وأن من ضمن الأشياء التي تساعد على عملية الاعتداء على مركباته هو بعض ما يُنشر في أن النظام هو نظام شركة أو تسلط وغيرها، مؤكدًا أن مثل هذه الأشياء يزيدنا إصرارًا على فرض النظام مهما كانت ردود الأفعال. لقد أصبح نظام «ساهر» لمراقبة الشارع المروري، كما قلت في مقال قديم، قضية شاغلة لكثير من المواطنين. وقد تفنن السائقون في محاولة التخفي والتمويه وابتكار شتى الطرق للتهرب من كاميرات ساهر فيما يشبه مسلسل «توم أند جيري» الكرتوني الذي يطارد فيه القط الفأر الذي يبتكر كل وسيلة كي لا يقع في مخالب القط. لكن أن يمتد الأذى والتعدي علي العاملين في عمليات الرصد الآلي ويصل إلى درجة القتل فتلك جريمة في حق المجتمع لا يمكن السكوت عنها، وتستوجب مُساءلة أصحابها بشكل يردع كل خارج عن النظام. لكن هناك ملاحظة حول تصريح العميد عبدالرحمن المقبل مدير مرور منطقة الرياض؛ فهو تصريح غير موفق، خاصة في إصراره على أن كل ما في نظام ساهر بعيد عن النقد والمُساءلة، وبأن كل ما يُقال عن النظام «يزيدنا إصرارًا على فرض النظام مهما كانت ردود الأفعال»؟! فمن حق أصحاب الرأي والكُتّاب مناقشة نظام ساهر والتعرض لسلبياته ومناقشة المظالم التي يشتكي منها كثير من السائقين، فهو ليس نظامًا فوق الناس ولكنه نظام يُفترض أنه أتى لخدمتهم وراحتهم. ولقد قام كثير من أصحاب الرأي والمشايخ والعلماء بإبداء آرائهم حول نظام «ساهر» وانتقدوا آلية عمله واحتسابه للمخالفات، ومن هؤلاء: * مفتي الديار السعودية الذي طالب وحذر من مغبة نظام «ساهر» ومضاعفة المخالفات أكثر من مرة. * المستشار بالديوان الملكي وعضو مجلس الشورى ومستشار وزارة العدل الدكتور عبدالمحسن العبيكان الذي حذر من الاحتقان الشعبي ضد نظام «ساهر»، وطالب بضرورة إيقاف العمل بالنظام حتى معالجة أخطائه، مشيرًا إلى أنه تحوّل إلى نظام لجباية الأموال، لا تنظيم المرور، وهو ما يفيد فقط الشركة التي تقف خلف مشروع ساهر. * الأمير مقرن بن عبدالعزيز، رئيسُ الاستخباراتِ العامة، الذي انتقد الآلية التي يقوم عليها نظام المرور «ساهر»، وآمل أن لا يكون القصد منه زيادة حصيلة وزارة المالية بل سلامة المواطن. * الشيخ الداعية محمد العريفي الذي هاجم «ساهر»، وطالب بمراجعة النظام الذي ينقصه الكثير كي يرضى عنه الناس، وأشار إلى تعجل المرور في تطبيق «ساهر» قبل توعية الناس، مضيفًا أنه أخذ الذي له ولم يعط الذي عليه. * الشيخ عادل الكلباني الذي وصف نظام «ساهر» ب«الخمر والميسر، فيهما إثم كبير ومنافع للناس، وإثمهما أكبر من نفعهما». * معظم الصحف وكُتَّاب الأعمدة الذين حذّروا كثيرًا من هذا النظام، كما شن رسامي الكاريكاتير حملة قاسية على نظام «ساهر» وكشفوا كثيرًا من سلبياته. وأخيرًا.. إذا كانت هناك شكوك حول نظام ساهر أو المنتفعين به، كما أومأ العميد المقبل نفسه، فإننا نأمل أن يصدر من الجهة المختصة ما يزيل أي شكوك تصوره بأنه نظام جباية لمصلحة فئة بعينها. ولا زلت أطمع في أن يوجه جزء من حصيلة أموال نظام ساهر للرقي بمستوى البنية التحتية للطرق التي تعتبر الأساس لتطبيق مثل هذا النظام. فالطرق المتهالكة أو التي تحوي مطبات صناعية شاهقة وبدون علامات إرشادية تنبيهية لوجود مطبات أو بدون وجود علامات لتحديد السرعة كل ذلك يؤدي -كما يقول يزيد الطويل في مدونته- إلى تفاقم المشكلة، ناهيك عن ضرورة وجود لوحات أو علامات إرشادية كافية حتى يكون نظام «ساهر» نظامًا حضاريًّا مُتقدمًا.