في سلوك غربي بات مألوفا ، أقدمت الصحيفة الفرنسية الساخرة ( شارلي إيبدو ) على النيل من مقام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وأصحابه، عندما خصصت أحد اعدادها للسخرية من مقامه الشريف . المجلة أقدمت على إيذاء مشاعر المسلمين في فرنسا وحول العالم أجمع ، عندما قالت بأنها قامت بتعيين نبي الإسلام الرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام رئيساً لتحرير عددها الذي سيحمل اسم ( شريعة إيبدو ) بمناسبة فوز حركة النهضة الإسلامية في تونس وإعلان المجلس الانتقالي في ليبيا الالتزام بأحكام الشريعة . وقامت المجلة بالترويج لعددها المشار إليه بابتكار عبارة إعلانية هي : (( 100 جلدة إن لم تموتوا من الضحك )) . كما قامت المجلة بوضع صورة كاريكاتورية للرسول صلى الله عليه وسلم ، وقالت إن العدد سيضم مقالاً موقعا باسم الرسول على حدّ تعبيرها !!. ونقلت إذاعة ( أوروبا 1) عن مدير تحرير المجلة قوله ((ما جعلنا نتحرك هو ما جرى في تونس وليبيا حيث شاهدنا عودة ظهور الشريعة )) . ما حدث من المجلة الفرنسية هو ردة فعل متوقعة من اليمين الغربي الذي ما زالت أفكار الاستعمار تعشش في دماغه . اليمين الغربي كان ولا يزال يستهدف الهوية الإسلامية باعتبارها حجر الزاوية في جهاز مناعتنا الثقافي . وهؤلاء متيقنون من ان بقاء جهاز مناعتنا قويا ، لا يعني سوى الاستمرار في مقاومة كل مشاريعهم للهيمنة على مقدراتنا وقرارنا . ورغم أن الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية قد أكد التزامه بالعلمانية والتعددية ومحاربة التمييز على أساس ديني أو عرقي بما في ذلك التمييز ضد المرأة ، فإن حجم الصدمة التي شعر بها اليمين الغربي كان كبيرا . ومن يدري فقد تكون رؤية الغنوشي التجديدية للإسلام هي التي استفزت المنتمين إلى هذا التيار الذي حاول بكل ما أوتي من قوة وخصوصا عقب أحداث 11 سبتمبر ، أن يظهر الإسلام باعتباره العدو الأول للديمقراطية وحقوق الإنسان . قد يقول قائل ان حرية التعبير حق مقدس في كل دول الغرب ، لكن لماذا لايستطيع يا ترى أي كاتب أو صحفي أو مؤرخ غربي أن يشكك فقط في العدد الرسمي المعلن لضحايا الهولوكوست ؟ الازدواجية والنفاق جزء لا يتجزأ من العقل الاستعماري.