يشكّل موسم الحج كل عام -ومنذ أن شرّف الله هذا البلد الأمين بخدمة الحرمين الشريفين، وحجاج بيت الله الحرام- تحديًا متجددًا للمملكة -قيادةً وحكومةً وشعبًا- لإثبات قدرتها وأهليتها على القيام بما يُناط بها من مهام وواجبات ومسؤوليات تجاه الحجاج والمعتمرين؛ لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، آمنين مطمئنين، من خلال تسخير كافة إمكاناتها وجهودها للقيام بهذه المهمّة السامية على أكمل وجه، وتوظيف خبراتها الطويلة في هذا المجال، الذي يحتل أولوية قصوى في أجندتها الداخلية، وهو ما يمكن الوقوف على شواهده من خلال ما تستحدثه بلادنا من برامج وخطط ومشاريع بشكل متواصل لحل ما يستجد من قضايا الحج وخدماته، والتعرّف على مشكلاته، وتقديم الحلول المناسبة لها على أسس علمية مدروسة، الأمر الذي أمكن لمسه بوضوح في موسم حج هذا العام الذي تفخر القيادة والشعب السعودي بأسره بنجاحه بكل المقاييس؛ كونه حصيلة جهد مشترك في تحمل أعباء هذه الأمانة العظيمة، وأيضًا كونه مظهرًا من مظاهر الشراكة في المسؤولية بين القيادة والشعب إزاء أشرف مهمّة، وأنبل غاية، وهي خدمة ضيوف الرحمن، وتقديم كل ما يحقق لهم أمنيتهم في الحج المبرور والسعي المشكور، والعودة إلى بلادهم سالمين غانمين. الشراكة في الأمانة والمسؤولية بين القيادة والشعب تجاه ضيوف الرحمن عبّرت عن نفسها خير تعبير من خلال برقية الشكر الجوابية التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- إلى سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز التي حيا فيها المليك المفدى الجهود التي بذلها سموه ورجال الأمن، وكل القطاعات العسكرية وغيرها من القطاعات الأخرى، وما أسفرت عنه من نتائج طيبة انعكست على حجاج بيت الله الحرام. النجاح الذي تحقق لموسم حج هذا العام لم يكن ليتحقق لولا فضل الله ومنته على هذه البلاد، وهذه الدولة، وهذه القيادة التي ائتمنها رب العزة والجلال على أطهر بقعتين على وجه الأرض على حد وصف سمو ولي العهد خلال حضوره أمس الأول الحفل الذي أقامه سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز.