يغيب عن الكثير من الزائرين لمهرجان الدوخلة السابع، (حتى النساء منهم)، ما يدور داخل أروقة الجانب الآخر للمهرجان، ذلك الذي خُصص بشكل تام لفعاليات وأنشطة «الجنس الناعم» المختلفة، كي يساهم كمنبع خصب في تفجير طاقاتهن الكامنة، ليرى الجميع الوجه الحقيقي للقدرات النسائية القطيفية الرائعة في العديد من النواحي القيادية والتنظيمية، وكذلك التراثية والاجتماعية، دون أن ننسى الجانب الإبداعي منها. وعن ذلك، تقول نسرين المقظوظ (رئيسة الخيمة النسائية): الخيمة النسائية هي مهرجان آخر داخل مهرجان الدوخلة، ففعالياتها وأنشطتها لا تختلف من ناحية الكم والكيف عن ما يقام في الخيمة العائلية منها، وعامًا بعد الآخر تبرهن الخيمة بما لا يدع مجالًا للشك على قدرات المرأة الكبيرة وإمكانياتها العالية التي تؤهلها لإقامة مهرجانات تضاهي في روعتها وجمالها أقوى وأكبر مهرجانات المنطقة. «البيت الشعبي» وزمن الجدّات هو بيتٌ شعبي قديم مصنوع من الطين، ذو أبواب خشبية وأسقف من الحصير، أعيدت له الحياة بمحلات (دكاكين) شغلتها عدة بائعات شملت بيع الخبز الشعبي بكافة أنواعه وخصوصا ذلك الصنف المميز لأبناء المنطقة (التاوة). بالإضافة لدكاكين بعض الأكلات الشعبية، والعطارة، وقهوة الشعير، وكذلك الفخاريات التي تُصنع مباشرة على يد إحدى شابات المنطقة. أما ساحة البيت الشعبي، فيتخللها الغرف المحيطة والمصممة على الطراز القديم، من غرفة الجلوس، إلى غرفة العروس المزينة بزينة ليلة الحناء، إلى المطبخ، وغيرها. ووسط ذلك البيت الشعبي الجميل، لا تمل «أم كاظم» (شخصية وهمية) ولاتكل، وهي تحكي بطريقة كبار السن قصص وخرفات الجدّات الممتعة، تتخللها ضحكات ومشاغبات جميع الحاضرات، وكذلك اشتياقهم لأيام ذلك الزمن الجميل. وفي ناحية أخرى، تفاعلت الزائرات مع الشابات الصغيرات اللاتي قدمن عرض الفلكلور الشعبي بعنوان «عودة الغواصين». ولم تفوت بعض الشابات ممن يحملن روح الفكاهة، وجود البيت الشعبي للعام الأول في القسم النسائي، فقدمن عرضًا تمثيلًا جميلاً بعنوان «عجايز الفيس بوك»، يتسامرن من خلاله بلهجة كبار السن حول التطورات الإلكترونية التي دخلت في أواسط الجيل الحالي، مثل: الفيس بوك والتويتر والواتس وغيرها. الفضل والاهتمام بالمواهب أشعلت كلمات فضيلة الفضل من خلال محاضرتها «كيف ابدأ وأنجح وأبدع في مشروع»، الحماس لدى الحاضرات، وشجعتهن على الاهتمام بمواهبهن وتنميتها لبدء مشروعهن الشخصي بشكل فعال. وقد ناقشت الفضل مع الحاضرات الخطوات اللازمة لبدء أي مشروع وحددت الطرق الأساسية لوضعها، ونبّهت خلال حديثها إلى نقطتين مهمتين هما: الإلمام بجميع أنظمة الدولة، وكذلك حقوق وواجبات الموظفين. غلاب وثقافة الحقوق وفي الخيمة الثقافية بالقسم النسائي أيضًا، تحدثت حسنية غلاب في محاضرتها التي حملت عنوان «ثقافة العلاقات الأسرية» عن الحقوق الأسرية بشكل عام، مبيّنة أن الحقوق هي إرث على هذه الأرض وليست ثقافة غربية كما يصور البعض. الخويلدي « نحن السبب في رد الدعاء « وفي محاضرة جميلة أخرى، تحدثت أمل الخويلدي بشكل مختص عن الطاقة في محاضرة بعنوان «طاقتي وخفايا ذاتي»، بدأتها بقصة «بيتر هوركوز» الفتى الذي اشتهر بعماه في أشهره الأولى ومن ثم وقوعه في كبره مما تسبّب في فقده لذاكرته وتأثير كل ذلك على طاقته. ثم استرسلت الخويلدي في الحديث عن محاور المحاضرة، والتي جاءت كالتالي: لصوص الطاقة، والقدرات الخفية عند الإنسان، واستنزاف الطاقة، ودوائر السعادة الأربع (يتسبب اختلالها باختلال توازن الإنسان). واختتمت محاضرتها بإجراء بعض التمرينات العملية مع الحاضرات، مما أضفى المزيد من الحماس على أجواء المحاضرة.