اقترح علماء مسلمون برمجة نفرة الحجاج من عرفات إلى مزدلفة للحد من الزحام في المشاعر. واقترحوا بدء التوعية قبل قدوم الحجاج الى المملكة وربط التأشيرة باجتياز الحجاج دورة تدريبية عن مناسك الحج. وأكدوا في استطلاع ل(المدينة) أن توعية الحجاج قضية تضامنية بين دول الحجاج والجهات المختلفة في المملكة. تقسيم الحجاج إلى أفواج في البداية وقال الدكتور السرغيني فارسي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبدالله في فاس بالمغرب وأستاذ الاقتصاد إن حكومة خادم الحرمين الشريفين تبذل جهدًا كبيرًا وأموالاً ضخمة في مشاريع المشاعر المقدسة ولكن هذا الجهد والمال يحتاج إلى أسترتيجية جديدة للتوعية تقوم على التعاون مع جميع الدول في ظل ازدياد أعداد المسلمين وشدد على اهمية ان يتم ذلك وفق سياسة موحدة من جميع الدول لكي نبرز للمجتمعات الأخرى سماحة ورحمة الدين الإسلامي وأن الناس تجتمع في المشاعر المقدسة على قلب واحد يحملون حب الله سبحانه وتعالى. ودعا الحجاج الى أن يتعاونوا على الصبر والتسامح والنظام لكي ينجح التنظيم والجهود التي تقوم بها ورأى أنه لكي تنجح التوعية يجب أن تبدأ من بلاد الحجاج، أما نجاح التنظيم فيحتاج إلى تقسيم الحجاج إلى أفواج ويخصص لكل فوج وقت فعليّ، على سبيل المثال الفوج الأول يبقى في مزدلفة الربع الأول من الليل ثم يغادر إلى مني ويأتي بعده الفوج الآخر وهكذا كما أن بقاء الحجاج في منى يجب أيضا أن يقسم إلى أوقات وأفواج لأن الدين الإسلامي دين يسر وأعتقد أنه يسمح للحجاج مغادرة منى والخروج إلى مكةالمكرمة لأن المضايقات وعدم النوم الجيد والراحة تجعل الحجاج يتعاملون بخشونة وعدم احترام للنظام؟ أما عرفات فيجب توسيع مساحتها إن سمح الجانب الديني في ذلك، وأعلن عن تبرعه بوقته وماله للمساهمة مع حكومة خادم الحرمين الشريفين لوضع خطة إستراتيجية ذكية حكيمة تبيّن للمجتمعات الأخرى سماحة الإسلام. أما الدكتور على محيي الدين القرضاني الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب الرئيس الأوربي للإفتاء والبحوث في أوروبا قال: أسجل شكري لخادم الحرمين الشريفين بعد أن لمسنا هذا العام انجازات عظيمة لم يفز بها أحد قبله ولعل أبرزها توسعة المسعى وحل مشكلة رمي الجمرات ورأى ان توعية الحجاج مسؤولية جماعية بين الداخل والخارج. وأضاف: يؤلمني كثيرًا عندما أرى حاويات للنفايات أمام عين الحاج ويرمي النفايات في الشارع! ولمحاربة هذه السلوكيات الخاطئة على حكومة المملكة أن تقوم برصدها ومن ثم ترفع بها إلى حكومات الدول الإسلامية لمناشدتهم بتوجيه حجاجهم وتصحيح أخطائهم المتمثلة في المناسك والسلوكيات والأخلاق. كما تستطيع الحكومة السعودية أن توفر دعاة ومدربين يقومون بزيارة هذه الدول لتصحيح الأخطاء التي تحدث من حجاجهم كل موسم، وقد لمسنا الانتظام والوعي الكافي على الحجاج الماليزيين لأن حكومتهم تقوم بتدريبهم قبل إرسالهم لأداء فريضة الحج، أما الأمر الآخر فيجب أن تفرض حكومة خادم الحرمين الشريفين عقوبات مشددة وحاسمة ضد كل من يحج بدون تصريح ودعا جهات الأمن للتعامل مع الحجاج المخالفين والحلاقين المخالفين الذين ينتشرون في كل مكان وكذلك سائقي الحافلات الذين لا يلتزمون بالنظام. كما يجب على جميع الجهات الحكومية والخاصة الاجتماع مع بعضها البعض نهاية كل موسم وان تضع أمامها جميع الأخطاء وتعالجها كما نقترح تحويل الخيام في منى إلى أبراج لكي تستوعب ملايين الحجاج. دورة تدريبية شرط لتأشيرة الحج أما الدكتور نديم محمد عطا إلياس رئيس مجلس الأمناء للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا فقال: إن حجاج بيت الله الحرام شريحة تمثل أبناء الأمة الإسلامية ولهذا ينبغي الارتقاء بمستوى وعيهم لتعزيز التزامهم بالنظام والحد من السلوكيات الخاطئة أما توعية الحجاج فيجب أن تبدأ من بلادهم ولا تقتصر على التوعية داخل المملكة وذلك وفق اتفاقيات يتم توقيعها مع جميع الدول على ان يكون من شروط منح تأشيرة الدخول للحاج اجتيازه دورة تدريبية لأداء الحج على غرار تجربة الحكومة الماليزية لحجاجها. وقد حصلت على بعض الكتب التوعوية ولفت نظري فيها أنها مستفيضة وتحمل أدلة شرعية في حين يجب أن تكون هذه الأدلة سهلة، أما أعداد الحجاج فيجب أن تكون متوافقة مع ما يستوعبه الحرم المكي لأن عرفات ومنى ومزدلفة أرادها الله عز وجل أن تكون بين الجبال ولو ضوعف العدد وبنيت أبراج في منى وعرفات ومزدلفة لتستوعب أضعاف أعداد الملايين التي تصل للحج فان ذلك سيشكل ضغطًا على الحرم المكي. عقول الحجاج مشغولة قال الدكتور نور الدين مختار الخاتمي رئيس الجمعية التونسية للعلوم الشرعية وعضو هيئة تدريس في جامعة الزيتونة: إن توعية الحجاج أثناء تأدية الحج ليست مجدية لانشغال عقولهم بالحركة الميدانية ووضع السكن والمعيشة ولهذا يجب أن تبدأ التوعية من بلاد الحاج وبعد تدريبه يتم إجراء اختبار له إذا نجح يفوز بالحج أما إذا لم ينجح يتم تأهيله من جديد للحج في العام التالي ولكي تفوز حكومة المملكة بتوعية الحجاج يجب عليها توعية وتثقيف القائمين على الحج والعاملين به كسائقي الحافلات وإعمار منى وعرفات ومزدلفة عبر أدوار متعددة وجسور معلقة لتسهيل حركة السير للحجاج وسيارات الخدمات والأمن.