لم يكن يدور في مخيلتي وأنا في طريقي إلى غرفة العمليات بجسر الجمرات أمس أن رجال الأمن المهتمين بتنظيم الحشود لضمان عدم التدافع يشاركون أيضاً في إخلاء المنطقة من المتسولات إلكترونياً. وعندما كنت أحثّ الخطى للوصول إلى غرفة القيادة والتحكم التابعة لقوات الطوارئ الخاصة فوجئت بالرجل الأول بالقوة العميد خالد قرار الحربي يمسك بجهازه ويتابع مع العاملين ملاحظات رصدها من داخل الغرفة. وفي البداية كنت أعتقد أن الملاحظة تتعلق بتوجيه الحجاج ومنعهم من الافتراش ولكن عندما اقتربت لاحظت انشغاله بوجود عدد من المتسولات بأطفالهن انتشرن في محيط المنطقة الحمراء التي يحظر الافتراش بها. وقد تابع بجهازه حتى انتهت تلك الملاحظة ولم يقف عند ذلك الحد بل أجرى تفحصاً كاملاً للمنطقة الحمراء من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة بكافة مواقع الجسر لرصد الملاحظات وإنهائها في حينه فيما كانت عدسة «المدينة» التقطت صور المتسولات بالجمرات من خلف شاشات القيادة والتحكم حتى إنهائها. وعلق العميد خالد بن قرار الحربي على ذلك قائلاً: إن دور قوات الطوارئ لا يقتصر على متابعة الحجاج وتوجيههم أو منع الافتراش بل يتم رصد كل ما يجري بالميدان من ملاحظة صغيرة أو كبيرة ونتعامل معها سريعا. وعن ما أعدته الطوارئ الخاصة لرمي الجمرات والنفرة إلى مكة اليوم قال: «هذا هو اليوم الأكبر للطوارئ» كمشغلين للجسر لأن 80% من الحجاج نجدهم متعجلين وغير نظاميين ويتوافدون منذ ساعات الصباح الأولى وينتظرون حتى وقت الزوال للاندفاع نحو رمي الجمرات دفعة واحدة. «لن يكون هناك انتظار في محيط الجمرات تفادياً للازدحام»، وفي حال عدم ضبط تفويج الحجاج والتزام الجهات المعنية بذلك فإننا سنحقق الأمن لهم ولكن قد لا تتحقق الراحة. وحول دخول الحافلات مشعر منى اليوم قال: إن الميزة الكبرى تعطى للمشاة فيما تتحرك الحافلات بعد التأكد من سلامة الحجاج وحركة الطرق مشيراً إلى أن دخول الحافلات يتم بالتنسيق بين قوة تنظيم المشاة وإدارة المرور.