يحتار المربون كثيراً - في زمننا هذا – كيف يربون من كلفوا بهم خصوصاً في زمن متسارع كهذا لا يدرك تسارعه محلل ولا متابع لتطوراته ، وحق لهم هذه الحيرة والتوقف . هل يدعون من تحتهم أمام كل مستجد ، أم يقفلون عليهم كل جديد ، أم يطلعونهم على ما يروق لفكرهم ويحجبون عنهم الآخر . وبين هذه الحيرة وذلك التردد نشأت أجيال بأشكال متعددة فبين شباب لا يعرف إلا ما تربى عليه ولا يدرك إلا الرأي الذي ألفه ، فهم بعد ذلك يتخبطون – غالباً – عندما تفاجئهم المتغيرات التي يطلعون عليها بأي ظرف كان - كسفر أو عمل- ، وهذه الفئة قل عددهم في وقتنا هذا لكنهم كانوا بكثرة في الجيل السابق ، وفئة أخرى - أظنها السواد الأعظم في الجيل الجديد – مطلعة على كل جديد ، وحق لها ذلك في زمن كهذا ، فهم بين منجرف مع كل ناعق يتبعه دون تحكيم للعقل ولعل هذا أفرز النماذج ذات المظاهر الغريبة- التي يستنكرها أغلب المجتمع - التي لا تبالي حتى بالآداب العامة فتلبس أي شيء وتتصرف بأي تصرف ، وبين متزن يزن الأمور بميزان الدين والعرف ويحكم عقله قبل أن يقدم على أي تصرف يحسب عليه . وبرأيي يجب أن يطلع النشء على الجديد في كل شأن ويجب أن يكونوا مدركين لأحداث اللحظة التي هم فيها مع متابعة من مربيهم ، ومع تربية الرقابة الذاتية في نفوسهم ، وبعد ذلك ترك القرار لهم في اختيار أسلوب حياتهم بكل وضوح وحرية ؛ حتى يكون ذلك الخيار ماثلاً أمامنا نستطيع تعديل الخلل وتصويب الخطأ خير من أن يكون خفياً ثم ننصدم بواقع مخيف غير متوقع لهم وحينها لات مندم !! محمد أحمد باذيب-جدة