قال منصور ضو الذي كان من أقرب المقربين من معمر القذافي، من سجنه إن «القائد» كان في الأسابيع الأخيرة في سرت، حيث بقي حتى مقتله في 20 أكتوبر الماضي «محبطًا وقلقًا»، يفضّل «الموت في ليبيا» على المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقال القائد السابق لجهاز الأمن الداخلي المسجون في مصراتة إن «مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في يونيو الماضي جعلتهم يقررون، القذافي وأولاده، البقاء في ليبيا». وأضاف إن «القذافي قال: «أفضّل الموت في ليبيا على المحاكمة من قِبل أوكامبو». وتابع إن سيف الإسلام، ونجله الآخر المعتصم «كانا يريدان من القذافي أن يبقى، وخصوصًا سيف الإسلام، بينما مارس السنوسي ضغوطًا عليهم ليرحلوا»، ولكن دون جدوى. في 19 أغسطس، وصلت قوات المجلس الوطني الانتقالي إلى أبواب طرابلس؛ ممّا اضطر معمر القذافي للهرب إلى سرت مسقط رأسه، حيث يتمتع بشعبية. وقال ضو أيضًا إن «القذافي كان يعلم أن الأمر انتهى منذ أن طُردت قواته من مصراتة» أحد معاقل الثوار، في 25 إبريل، وأصبح منذ ذلك الوقت «أكثر عصبية». وأضاف إن القذافي «كان أيضًا تحت الضغط؛ لأن أصدقاءه تخلّوا عنه من (رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني)، إلى (الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي)، و(رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان)، و(رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير)». وأضاف إن «هذا الأمر ولّد لديه شعورًا كبيرًا بالإحباط؛ لأنه كان يعتبرهم أصدقاء مقربين». وأوضح ضو أن القذافي أقام أولاً في فندق في سرت. لكن مع وصول قوات المجلس الوطني الانتقالي إلى ضواحي المدينة في منتصف أيلول/سبتمبر، اضطر إلى تغيير مقر إقامته بشكل شبه يومي لأسباب أمنية. وبدأت المؤن تتراجع، والقذائف تتساقط، والمعارك تتكثف وتدمر المدينة. وقطع التيار الكهربائي ومياه الشرب، وأصبحت المواد الغذائية نادرة. وقال ضو الذي كان مسؤولاً عن أمن القذافي إنه أصبح رجلاً «محبطًا وقلقًا جدًّا». وأضاف إن «رؤيته في هذه الحالة لم يكن أمرًا اعتياديًّا». وتابع منصور ضو إن المعتصم الذي قتل كان يدير المعركة في سرت، بينما لم يأتِ سيف الاسلام إطلاقًا إلى المدينة. وأوضح أن سيف الإسلام «بقي منذ 27 أغسطس في بني وليد» المدينة الأخرى التي تُعدُّ من معاقل القذافي، وسقطت قبل مدينة سرت. وقال «لم أره منذ ذلك الوقت». وأكد ضو أن المقاتلين المحترفين كانوا يسقطون الواحد تلو الآخر تحت وابل نيران الموالين للمجلس الوطني الانتقالي، مع أن متطوعين من سرت غير مدربين كانوا يأتون لمساندتهم. وقال إن «القذافي كان يقرأ كتبًا ويسجّل الكثير من الملاحظات، ويخلد إلى القيلولة. المعتصم هو الذي كان يقود المقاتلين. القذافي لم يقاتل أبدًا. كان رجلاً مسنًّا». وفي 19 أكتوبر، أصبح الوضع ميؤوسًا منه. فالحي رقم 2 في سرت، آخر ملجأ للقذافي طوقه وقصفه مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي، والحلف الأطلسي. وقرر القذافي عندئذٍ الانتقال إلى الجنوب إلى وادي الجرف بالقرب من مسقط رأس القذافي. وقال منصور ضو إن هذا القرار «كان خطأ فادحًا». وأضاف «كانت فكرة المعتصم. كانت هناك 45 آلية وبين 160 و180 رجلاً بعضهم جرحى. كان من المقرر أن يبدأ الرحيل عند الساعة 3,30 من صباح 20 اكتوبر، لكن تأخر ثلاث أو أربع ساعات؛ لأن متطوعي المعتصم لم يكونوا منظمين». وتابع إن القافلة تحركت، وانطلقت بعد الفجر، وتمكن الحلف الاطلسي من رصدها، والإغارة عليها. ثم جاء مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي ليستكملوا العملية، بقتل الأحياء أو أسرهم. وقد أُصيب القذافي بجروح، وعُثر عليه مختبئًا في أنبوب للصرف الصحي تحت الطريق الذي تم اعتراض موكبه الأخير فيه. وقد أسره مقاتلو مصراتة الذي سعوا إلى الانتقام منه: فقد تعرّض للضرب المبرح، والشتم، والإهانة. وبعد ساعتين قُتل في رصاصة بالرأس، وأخرى في الصدر.