نعم نايف الأمين والأمان.. نعم الاختيار.. نعم الرجل الهمام.. نايف الأمن أبت المشيئة إلاّ أن يكون نايف الأمين.. فالأمانة مرادفة للأمان، كيف نعم.. بل وألف نعم، رجل المسؤولية منذ نعومة أظافره، فقد لمس فيه المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز موهبة فذة منذ صغره، فأسند إليه المسؤولية ليكون عضد أخيه سلطان الخير -رحمه الله- في إمارة منطقة الرياض، ورأى فيه الفيصل -رحمه الله- بنظرته الثاقبة الحكمة، ورجاحة الفكر، والتروي، والرأي السديد، والحزم، فكلّفه بأن يكون سندًا لأخيه الملك فهد -يرحمه الله- في وزارة الداخلية، وفي عام 1395ه تقلّد سموه منصب وزارة الداخلية.. ومن هنا بدأت رحلة سموه الحافلة بالإنجازات العظيمة، والتي تجسّدت في تطوير وزارة الداخلية وقطاعاتها وإداراتها المختلفة وفق رؤى مدروسة، حكيمة ومتوازنة، تبنّاها سموه، وسار بها حتى غدت هذه الوزارة مفخرة ومثلاً للجميع من حيث التنظيم والانضباط الإداري، والأداء السلس، وسهولة إنجاز العمل، وأسلوب تقديم الخدمات لجميع المواطنين والمقيمين بشكل عصري وحضاري، فالجميع استشعر هذه النقلة النوعية والتطور الهائل في مختلف قطاعات هذه الوزارة بدون استثناء، وأثره في جميع مناحي حياتهم.. ولمّا أحس الوطن بأن هناك من يتربص بأمنه واستقراره ورفاهية شعبه من خلال تصرفات وأفكار الفئات الضالة، والأصابع الخارجية، والمشبوهة، أبى نايف أن يشعر الوطن بهذا الإحساس، فوثب -حفظه الله- ومن خلفه رجاله الأشاوس بكل قوة وحزم وثبات وعزم في التصدّي لهذه التيارات، ومواجهة تلك التحديات، والقضاء على هذا الفكر الضال، بل كان بالمرصاد لكلِّ مَن تسوّل له نفسه العبث بأمن هذا الوطن ومقدساته.. وفي صور أخرى من مدرسة نايف.. نجد بصمة سموه جليه في تطوير الإعلام السعودي داخليًّا وخارجيًّا بشكل عصري ليواكب المتغيرات الإقليمية والدولية مع المحافظة على الهوية الإسلامية، وذلك من خلال ترؤسه للمجلس الأعلى للإعلام.. وإشرافه على منجزات أمراء المناطق، ومتابعته المستمرة لأعمالهم واجتماعه الدوري بهم لكل ما من شأنه تيسير احتياجات ومتطلبات المواطن، وقد صدر عن سموه الكثير من التوجيهات السديدة في هذا الشأن.. وفي صورة أخرى مشرقة، بل ومشرفة، كُلِّف من قبل إخوانه الملوك، وعلى مدى أكثر من خمسة وثلاثين عامًا بإدارة شؤون الحج بمسؤولياتها الجسام، كان وما يزال صمام الأمان لضمان تيسير أداء هذه الشعيرة بكل يسر وأمن وأمان، وله -بعد الله عز وجل- يرجع الفضل في نجاح مواسم الحج رغم التحديات التي واجهناها في فترات سابقة، «فالأمير نايف كان ينزل إلى طرق عرفات ومزدلفة ومنى للإشراف على تنظيم حركة المرور، بل ويشارك في تنظيم السير بنفسه».. حكمته وحنكته السياسية مكّناه بأن يكون قائد ومهندس قضايا ترسيم الحدود مع الدول المجاورة، والتي أنجزها سموه وبما يرضي جميع الأطراف.. صورة أخرى جميلة تمثلت في رعاية سموه، واهتمامه بطلبة العلم والسنة النبوية ورعايته للكثير من الكراسي العلمية داخل المملكة وخارجها، أعمالاً جليلة تضاف إلى السجل الذهبي لسموه.. ترى الشعب وقد هجع نائمًا في أمن واطمئنان ونايف ورجاله في مكاتبهم بوزارة الداخلية يعملون حتى بزوغ ساعات الفجر، أتعلمون لِمَ؟!.. لأن نايف قد زرع في نفسه ومَن معه بأنهم عيون ساهرة لحماية هذا الوطن وشعبه الوفي.. فلنا كل الحق بأن نفخر ونفتخر بنايف الحكيم ذي الرأي السديد، ذي البصمة التي تجدها مطبوعة في كل أرجاء هذه الأمة السعودية بل محفورة في قلوبنا نحن الشعب.. اختاره سيدنا خادم الحرمين الشريفين ليكون عضدًا أمينًا في تحقيق تطلعاته -حفظه الله- لإسعاد شعبه وازدهار وطنه، فكان نعم الاختيار.. وأحس الجميع بالراحة والاطمئنان.. أيّد الله الأمير الحكيم، أمين هذه الأمة بنصره، وأعزه بقوته، وأدامه عونًا وسندًا لمليكه.. وسمعًا وطاعة لكم ولاة الأمر.