لنكن واقعيين، وإن احتاج الأمر لأن نغضب بعض الوقت من قرار مجحف، أو شكٍّ زائف، والظن ليس إثمًا في كله، لأن بعضه المأثوم، ومن هنا حتمًا لن نختلف.. الاتحاد يا سادة لن يكون كما يحب (الخُلصاء) سوى بنبذ المجاملات، والتعاطي مع الواقع بصدق، والفرحان حتمًا يشعر بفداحة ما حدث، فالاتحاد تجاوز أصعب المراحل الآسيوية، بيد أنه تاه في السهل، ولا زلت أقول إن لقاءي تشونبوك كل لقاء أسهل من سابقه، ولو لعب الفريق الاتحادي بذات الدقائق العشر في لقاء الذهاب لألتهم تشونبوك وجماهيره.. وليس ذلك استعلاءً، ولكنه الواقع. خسر الفريق لأنه خاسر من دواخله، والتغذية النفسية قاصرة، لشعورها بنقص الثقة الفنية، وارتباك القرار، ولا ضير أن نعترف بالأخطاء لنصل إلى الإيجاب.. وسأكرر جملة نرددها دومًا: (اللاعب الأجنبي الذي لا يصنع الفارق لا ينفع الاتحاد، ولا غير الاتحاد)، وبواقعية ماذا قدم العنزي للاتحاد؟ وكذا الأمر لباولو، وزياييه كثر اللغط حوله، أمّا ويندل فقد أكون مختلفة مع الجميع أنه (مثمر) فيما لو تغيّر النهج الحالي للفريق، فلن يُفيد طالما اللعب لازال بطيئًا، ولن يعطي في ظل (الذاتية) التي تسيطر على بعض اللاعبين، لن نختلف أن الهزازي أفضل مهاجم سعودي حاليًّا، ولكنه لا يوظّف نفسه للفريق بشكل دائم، وهذا الأمر تحديدًا لن يساعد ويندل على النجاح، وهو لا يختلف كثيرًا عن جوزيه إيلتون، مهارةً وأداءً فرديًّا واستمتاعًا فرديًّا، دون فائدة للفريق، وهو من اللاعبين (المكشوف) في أدائه، حيث التفكير البطيء، والرغبة الدائمة في الاستعراض، وحتمًا لن يكون أفضل من هوجو بيريز الأمريكي المبدع، وبالتأكيد يعي الاتحاديون مَن أقصد.. وماذا أريد من هذا التشبيه.. ولتكن مهمة انتقاء اللاعب الأجنبي للمدرب القادم، حتى وإن غضب البعض، ومَن أراد التفرّد في عملية هذا الانتقاء عليه تدريب الفريق، بمنهجيته وأفكاره، وخططه، وغير ذاك لن يكون للفريق مع أي مدرب إشراقة منتظرة. ومن الطبيعي أن لا يقبل أي مدرب قادم بالوضع الحالي، وإذا ما كان صادقًا ويتطلع للمستقبل، سيقول للاتحاديين «لا تطالبوني بأي بطولة» وحينها سنبدأ معه بارتياح، لأنه جاء من الباب الرئيسي، وأوضح الحقائق.. أقصد الحقائق التي يعرفها جل الاتحاديين.