لامني البعض بعد مقال (طاح الجمل) ورُميت بأني أتشاءم، وتلك وجهة نظر بالتأكيد أحترمها، ولن أحيد عن ذلك، ورُمت أن يكون المقبل مُخالفًا لتوقعاتي المبنية أصلًا على المشاهدة العلنية، دون (مجهر) أو طابور خامس ينقل الحديث من (خلف الأستار) فالمعاني مطروحة على قارعة الطريق، وصيغة التناول تختلف من شخص لثان. ظللت أُتابع لقاء الاتحاد مع نجران في قلعة الأخير، وبالتأكيد ساءني كما حال الجمع الاتحادي الأداء السيئ للفريق، غير أني ربما وغيري أعادوا الأمر برمته إلى النقص الذي كان عليه الفريق، والظروف السيئة التي يواجهها مدربه ديمتري، ولكن ثمة فائدة جناها الاتحاديون من لقاء التعادل المزعج أمام نجران، أنهم اكتشفوا أن جيرالدو ويندل وباولو لاعبان عاديان، لا يستحقان أن يكونا محترفين في الفريق، فما قدمه معن خضري يفوق ما قدمه ويندل صاحب ال 30 مليون ريال، والشكوى إلى الله، ورب ضارة نافعة، ولو أن قليلًا من الجرأة لدى ديمتري لاستعان بوجوه شابة بدلا من أن يقحم المتابعين والاتحاديين بحتمية رؤية محمد الراشد منشدهًا بحماسة مدافعي وحارس فريق نجران، أو ويندل الذي تقمص دور معلم الابتدائي يوجه الشاب الخضري، إلا أن يكون تصرف ديمتري محدودا في انتقاء اللاعبين ووضع التشكيل، وليس أمام الاتحاديين سوى نسيان نجران، لأن التعادل جاء تحت عنوان (سلم الله) ولكن ماذا سيقدم (كبار) الفريق أمام الجار؟؟.. لأن الخسارة في الديربي تعني الكثير، أولها رحيل ديمتري، وثانيها اهتزاز كرسي بن داخل بعنف، وثالث الأثافي فُقدان الثقة بشكل تام بين الجمهور الاتحادي ولاعبيه، إلى جوار كومة من الخسائر، وستُفرز رحيل الرباعي الأجنبي، ولن تبقي على الكثير من القناعات، وستكون مدعاة لظُهور جيل متين من (المُتسنمين) وأقواها انتفاخ أوداج (الشامتين).. والخلاصة التي أتوخاها ربما والكثير من يهمهم الكيان الاتحادي أن تُلملم الأوراق بعناية، وتتكاتف الأيدي، حتى المرور من هذه الأزمة التي لا تفتأ تهدأ حتى تثور كبركان مفخخ.