يخالج الإنسان في بعض الأحيان شعوران متداخلان متناقضان ، شعور بالفرح والرضا والسعادة ، يخالطه في الوقت ذاته ، شعور بالغضب والألم والحزن ، لابد وأن علماء النفس لديهم تعريف وتوصيف وتشخيص لهذه الحالة ، وقد يكون لها اسم أو مصطلح علمي عندهم . شعرت بهذا الإحساس ، وأنا أشاهد التقرير الذي عرضه التلفزيون السعودي مساء يوم الثلاثاء 13 / 11 / 1432ه فمن شاهد هذا التقرير لابد وأنه صعق وفجع من هذه الكمية الكبيرة والمخيفة والخطيرة من أنواع المخدرات التي تم اكتشافها وإحباط محاولة تهريبها قبل دخولها إلى أرض المملكة . فقد سعدت بالنجاح الباهر ، للأجهزة الأمنية المختصة ، وبالتعاون والتنسيق مع مصلحة الجمارك السعودية ، في اكتشاف هذا الكم الكبير من المخدرات والتي حاول المهربون ، إدخالها إلى أرض المملكة ، بوسائل وطرق مختلفة . وبحسب ما جاء في التقرير، فقد تم القبض على 475 شخصا ، من 26 دولة ، حاولوا تهريب مخدرات ، بلغت قيمتها 1.7 مليار ريال ، فبقدر فرحتي وسعادتي وافتخاري بهذا النجاح الأمني المبهر والرائع ، بقدر ما شعرت وقتها ، بعظيم الألم والأسى ، من استهداف بلادنا و شبابها ، من خلال تهريب وترويج هذه الآفة الخطيرة ، ومحاولة إغراق البلد بهذا الكم الكبير من هذه السموم المدمرة . وشعرت بالحزن أيضا ، على استشهاد أحد رجال الأمن ، وإصابة 8 آخرين من رجال أمننا البواسل الأبطال ، خلال هذه المواجهة ، تخيلت لو أن هؤلاء المجرمين قد نجحوا وتمكنوا من تهريب هذه الكمية الكبيرة من المخدرات ، كم يا ترى سيكون عدد ضحاياها ؟ . لا يسعني هنا إلا أن أقف احتراما وتقديرا ، وأتقدم بالشكر الجزيل بعد شكر الله عز وجل ، لرجال أمننا الأبطال ، ورجال الجمارك ، على جهودهم المخلصة والموفقة ، ويقظتهم في الدفاع عن بلادنا ، وحماية شبابها وأبنائنا من آفة المخدرات ، ونهنئهم على هذا النجاح الأمني الرائع ، الذي يضاف إلى نجاحاتهم السابقة ، فشكرا لكم من الأعماق. اللهم احفظ بلادنا وأهلها من كل سوء . عبدالله حسن أبوهاشم- ضباء