أقر الإعلامي والمخرج السينمائي الأستاذ فريد جوهر معاناة المجتمعات العربية من غربة الإعلام العربي لانتهاجه منحى تغريبًّا بعيدًا عن ثقافتها، معتبرًا بأنّ مثل هذا الأمر يعدّ في غاية الأهمية، ولكن دائمًا ما تكون الحلول المطروحة بعيدة عن الحقيقة، وهذا يعود إلى الخشية والخوف من التغيير، فنحن أمة مهترئة خاملة كسولة على حد وصفه، مشغولة بلقمة العيش، لا همّ لها سوى حشو الجيوب والبطون، حيث إنّ كافة المجتمعات العربية هي مجتمعات هزيلة في فكرها وأنظمتها، بل وحتى في إرادتها. ويؤكدّ جوهر على عدم قدرة الأمة على الإبداع بسبب ما يعانيه التعليم لدينا من مشكلات عويصة، سواء على صعيد المباني، أو المناهج، أو المعلمين حتى آخر القرارات المضحكة المبكية في أحد مراكز التعليم أن نعود للتحضير اليدوي بدل الإلكتروني، مبديًا استغرابه من علمائنا ومفكرينا لغياب دورهم الإصلاحي الحقيقي، وأين هم من وسائل الإعلام عدا البرامج التقليدية، فلا فرق -على حد قوله- أن تسمع درسه في مسجد، أو أن تراه عبر التلفاز في صورة نمطية مكررة. ويعتبر جوهر بأنّ استيراد الإعلام والفكر من الغرب تحصيل حاصل، متسائلاً: «كيف لا تستورد الفكر والإعلام، ونحن نستورد كل شيء حتى الأنظمة والقوانين، هم يصرفون المليارات على الدراسات الإستراتيجية والإعلام وتقنية المعلومات، ونحن أين نصرف المليارات، ولا زلنا نعاني مشكلات في البنية التحتية»، مؤكدًا بأنّ كافة البرامج العربية تعدّ برامج تغريبية لأنها الأجمل والأبدع، ولأنّها صورة من واقعهم المتطور والمتجدد، أمّا برامجنا العربية فهي انعكاس لواقعنا المتخلّف الهزيل، ملقيًا بالمسؤولية على ولاة الأمر وعلمائنا ومفكرينا، وكل إنسان واعٍ وحر يحمل هم أمته. ويبدي جوهر في نفس السياق تساؤلاً آخر: «هل التغير ممكن؟، بكل صراحة نحن نملك كل المقومات لتصدير فكرنا وثقافتنا، بل لدينا ما يجعلنا في مقدمة الدول إعلاميًّا وتعليميًّا وحضاريًّا، ولكن متى ما قررنا فهل نملك قرارنا؟!».