اعترف السيناتور كيث أليسون أول عضو مسلم بالكونجرس الأمريكي أن الولاياتالمتحدة تواجه اليوم مشكلة ضخمة بسبب ارتباطها بالأنظمة الديكتاتورية التي كانت تحكم دولًا عربية ثارت شعوبها وحررت نفسها، مؤكدًا أن أمريكا ستكون مضطرة للاستجابة لكل مطالب الأنظمة الجديدة التي تعبر عن نبض شعوبها، وقال أنا دائما أقول إن الوضع في الوطن العربي تغير ولن تعود العجلة للخلف ولهذا دائما أيضا أنصح زملائي في الكونجرس بأننا يجب أن نقوم بتغيير سياساتنا الأمريكية تجاه العالم العربي والعالم الإسلامي حتى لا نخسر عندما تهب رياح للديمقراطية، ودائما ما أقول أن علاقاتنا بالدول الإسلامية ليست بالقدر المناسب ولهذا لابد أن نصيغ علاقات مشتركة تحدد أفضل الطرق لتحقيق مصالحنا وفى نفس الوقت تراعي الحقوق العربية والإسلامية المشروعة، بحيث يتعامل الطرفان باحترام وهنا يأتي الدور العربي الذي لابد أن يضع في حساباته ضرورة دعم العلاقات مع أمريكا بحيث يصل مستوى العلاقات الأمريكية العربية إلى نفس مستوى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. وقال أليسون في تصريحات ل«الرسالة» خلال زيارته الأخيرة للقاهرة: لقد كنت فخورا جدا بكوني مسلمًا وأنا أرى المسلمين المصريين يحمون المسيحيين المصريين وهم يؤدون صلواتهم والعكس، وقد رأيت المصريين يواجهون الموت فى موقعة الجمل بصدور عارية ورغم ذلك لم يواجهوا العنف بالعنف وإنما واجهوا العنف بالسلام ووقت أن تنحى مبارك شعرت بالعزة والفخر لأني مسلم أرى سقوط طاغية قمع شعبه وحكمه بالحديد والنار ولابد أن يظل المصريون متيقظين لحريتهم حتى لا تسلب منهم مرة أخرى ولابد أن يظلوا يحاربون من أجل حريتهم، ويجب أن يبتعد المسلمون عن الطائفية والمذهبية ومن كل ما يفرقهم ولا بد أن يتوحد المسلمون جميعا من اجل مواجهة التحديات التي تواجههم. وأكد أليسون انه لا يوجد في أمريكا شيء اسمه اللوبي اليهودي فالذين يساعدون إسرائيل هو لوبي إسرائيلي يتكون من بعض اليهود وجماعات مسيحية صهيونية، وهم كلهم ليسوا باليهود فهناك يهود كثيرون في أمريكا يؤمنون أنه لابد من حل عادل للقضية الفلسطينية وهناك يهود يحاربون من أجل السلام وهناك بعض من الأمريكيين الذين لا يدينون باليهودية لا يخالفون إسرائيل في أي شيء، وأنا دومًا أرى عمل المسلمين مهمًا للوصول إلى أهدافهم بدلا من التوقف عند الشكوى من اللوبي الإسرائيلي، أما بالنسبة لموضوع اللوبي الإسلامي فهذا من المستبعد حدوثه لأن معظم الجالية الإسلامية في الولاياتالمتحدةالأمريكية من المهاجرين الذين يسيرون بعيدا عن الأجواء السياسية طمعا في البقاء داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشددًا على أن ما تفعله إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني جريمة بكل المقاييس. وأشار أليسون إلى أنه قام بزيارات متتالية لقطاع غزة خاصة أثناء الحصار وطالب برفع الحصار المفروض على القطاع معلنًا أنه كان من أول المدافعين عن الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، مؤكدًا إدانته الكاملة للفيتو الأمريكي، مطالبًا أوباما بالتراجع عن دعمه غير المشروط لإسرائيل حفاظا على العلاقات الأمريكية العربية والإسلامية وأوضح أنه يتعامل مع القضايا الإسلامية بحرص شديد خاصة أن دائرته الانتخابية التي يترشح عنها ليست كلها مسلمين، بل إن المسلمين لا يتجاوز عددهم واحدًا في المائة من سكان الدائرة لهذا ومن اجل استمرار الوجود الإسلامي في الكونجرس لابد من التعامل بحكمة شديدة في هذا الأمر.